الأربعاء 12 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

صراع متجدد مع بكين.. الدالاي لاما يحدّد مستقبل خلافته

لاما
لاما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خطوة من شأنها تصعيد التوتر بين الصين والتبتيين في المنفى، أعلن الزعيم الروحي للبوذية التبتية الدالاي لاما، في كتابه الجديد «صوت من لا صوت لهم»، أن خليفته سيولد خارج الصين، ما يعني رفضًا قاطعًا لمحاولات بكين فرض سيطرتها على تعيين خليفة له.
رسالة واضحة باستمرار المقاومة بعد وفاته
يُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه الذي يحدد فيه الدالاي لاما، البالغ من العمر 89 عامًا، أن الخليفة القادم سيولد في "العالم الحر"، أي خارج سيطرة بكين، وذلك لضمان استمرار دوره كـ"صوت عالمي للرحمة والزعيم الروحي للبوذية التبتية".
وأضاف في كتابه:
"الغرض من التناسخ هو مواصلة عمل السلف، وبالتالي فإن خليفة الدالاي لاما يجب أن يولد في بيئة تسمح له بالحفاظ على إرث القيادة الروحية والتعبير عن تطلعات الشعب التبتي".
هذا الموقف يشكّل تحديًا مباشرًا للصين، التي تؤكد أنها الجهة الوحيدة المخوّلة لاختيار خليفته، مستندة إلى قوانينها التي تُحكم قبضتها على التبت منذ احتلالها عام 1950.
فرّ الدالاي لاما الرابع عشر، تينزين جياتسو، إلى الهند عام 1959، بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الشيوعي الصيني، حيث أسس حكومة تبتية في المنفى في مدينة دارامشالا. ومنذ ذلك الحين، تحوّل إلى رمز للنضال السلمي من أجل استقلال التبت، مما جعله في مواجهة مستمرة مع السلطات الصينية، التي تصفه بـ"الانفصالي" رغم تأكيده مرارًا أنه يدعو فقط إلى حكم ذاتي حقيقي للتبت ضمن الصين.
الصين ترفض تعيين خليفته
مع تزايد الضغوط الدولية، تحاول بكين فرض سيطرتها على قضية خلافة الدالاي لاما، معتبرة أن أي خليفة يختاره التبتيون خارج الصين "غير شرعي". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تعليقًا على الكتاب:
"الدالاي لاما ليس إلا منفيًا سياسيًا يستخدم الدين غطاءً لأنشطة انفصالية معادية للصين".
وفي خطوة تشير إلى رغبة بكين في إنهاء هذه القضية قبل وفاة الزعيم الروحي، أعلنت الشهر الماضي أنها "منفتحة على مناقشة مستقبل الدالاي لاما، بشرط اعترافه بأن التبت جزء لا يتجزأ من الصين"، وهو ما رفضه البرلمان التبتي في المنفى.
مصير التبت بعد الدالاي لاما: استمرار النضال أم إنهاء القضية؟
لطالما شكلت قضية خلافة الدالاي لاما نقطة توتر رئيسية بين بكين والتبتيين، إذ تخشى الصين أن يؤدي اختيار خليفة خارج نطاق سيطرتها إلى تعزيز حركة الاستقلال التبتية على المستوى الدولي.
ويرى مراقبون أن إعلان الدالاي لاما الأخير يمثل ضربة قوية لمحاولات بكين الهيمنة على القضية، إذ أنه يعزز احتمال وجود خليفتين متنافسين، واحد تختاره الصين بدعم حكومي رسمي، وآخر يتم اختياره من قبل المجتمع التبتي في المنفى، مما قد يؤدي إلى انقسام ديني وسياسي طويل الأمد.
من جانبه، يؤكد الدالاي لاما في كتابه أن النضال التبتي لن ينتهي بوفاته، قائلاً:
"لا يمكن سحق تطلعات الشعب التبتي إلى الحرية إلى الأبد من خلال القمع".
وأضاف أنه يثق بالحكومة التبتية في المنفى لمواصلة الكفاح السياسي، لكنه يعترف بأن فرص عودته إلى التبت باتت شبه مستحيلة.