ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية مساء أمس الأربعاء، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك ضمن سلسلة "ثنائيات في أمثال المسيح"، حيث تناول موضوع "استثمر حياتك في السماء" من خلال مَثَل بيت العاقل وبيت الجاهل.
استند قداسته إلى إنجيلي متى (7: 24-27) ولوقا (6: 46-49)، موضحًا أن المقصود بالعاقل والجاهل هو الأسلوب الذي يختاره الإنسان لبناء حياته، وأكد أن الصخر في الكتاب المقدس يرمز إلى المسيح، مما يعني أن الإنسان الحكيم هو من يبني حياته على طاعة الوصايا الإلهية، بينما يشير الرمل إلى الارتباط بالأمور الأرضية، مما يجعل الإنسان معرضًا للانهيار أمام التحديات.
الظروف تكشف حقيقة الأساس
وشرح قداسة البابا كيف تؤثر الظروف على الإنسان بناءً على أساسه الروحي، حيث فسر عناصر المثل كالتالي:
-المطر: يرمز إلى المشكلات اليومية أو المعوقات الشديدة في الحياة الروحية، والتي لا تؤثر على الإنسان العاقل الثابت على الصخر.
-الأنهار: تعبر عن الكوارث والتجارب الصعبة مثل فقدان الأحباء أو التعرض للخيانة، والتي يستطيع المؤمن اجتيازها بإيمانه القوي.
- الرياح: تشير إلى الكلمات، سواء كانت مدحًا أو نقدًا، مؤكدًا أن الإنسان الحكيم يركز على كلام الله بدلًا من التأثر بكلام الآخرين.
وشدد قداسته على أهمية استغلال فترة الصوم الكبير لمراجعة النفس، والتأكد من أن الحياة الروحية مبنية على أساس قوي، مشيرًا إلى أن كلمة الله تجعل الإنسان قادرًا على التمييز بين البر والخطية.
واختتم البابا تواضروس عظته بالتأكيد على أن الإنسان العاقل هو من يسمع ويعمل بكلمة الله، مما يجعله ثابتًا في مواجهة التحديات، بينما الجاهل الذي يهمل وصايا الله يكون سقوطه عظيمًا.