رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

آياته تقدم صورة كاملة تامة عن صفات الله تعالى فهو ملك قيوم يدبر أمر عباده يأمر وينهي ويعطي ويمنع

يحمل تشريعًا متكاملًا لكل نواحي الحياة وينفرد بتنظيم العلاقات البشرية بصورة لا مثيل لها

قراءة آياته تحقق لك الراحة النفسية وتنجيك في الوقوع في الشرور

 

 

 

فضائل القرآن الكريم أكثر من أن يحصيها مقال أو كتاب، فهي عديدة ومتعددة، فكل منها يحتاج المجلدات الثقال للحديث عنها، وقد اعتنى علماء الإسلام بهذا الباب أيما عناية؛ بل منهم من أفرد لها مؤلفات خاصة تتحدث عن جانب أو بعض جوانب فضائل القرآن الكريم، كما في كتاب فضائل القرآن الكريم للإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، ومنها ما أفرد لها أبوابًا وأجزاء في ثنايا مؤلفاتهم الموسوعية والمطولات، التي تتناول علوم القرآن أو غيرها من الفروع والأصول، مثل مؤلفات الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى التي يتحدث فيها عن صفات الله وملائكته وكتبه ورسله، كما تتحدث عن فضائل العلوم الشرعية وعلى رأسها فضائل القرآن الكريم مثل كتابه القيم الفوائد أو كتابه مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.

كتب التفسير

وعلى كل فيمكن اعتبار أن كل كتب التفاسير بتنوعاتها المختلفة تدور في فلك فضائل القرآن الكريم، فتلك تختص بالجانب اللغوي، وأخرى تبحث عن الجانب البلاغي في القرآن الكريم، وتتعدد التفاسير ومدارسه ومناهجه في القديم والحديث وفقا للجانب الذي يسعى صاحبه إلى إلقاء الضوء عليه من فضائل القرآن الكريم؛ فهناك التفسير بالمأثور، والتفسير بالسنة وتفسير القرآن بالقرآن، والتفسير بأقوال الصحابة والتابعين والتفسير بالرأي والتفسير باللغة، كما هناك التفسير الإجمالي والتفسير التفصيلي، والتفسير المقارن، والتفسير الموضوعي وينقسم الأخير إلى ثلاثة أنواع:

التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية، والتفسير الموضوعي للموضوعات القرآنية، ويكون هدف المفسر أحد الموضوعات القرآنية جمعًا وشرحًا وتوضوحيًا، ثم التفسير الموضوعي للسور القرآنية.

وما كل تلك العناية والتوع في تفسير القرآن لدى علماء الأمة الإسلامية على مر عصورها إلا للبحث عن فضائل القرآن الكريم التي تقيم حياة الإنسان وتعتني بها لتحقق له السعادة في الدارين؛ الدنيا والآخرة.

 

علوم القرآن

 

كما اعتنى المسلمون منذ الصدر الأول للإسلام بآيات القرآن الكريم لبيان فضله وعظيم قدره، فوضعوا لذلك العلوم الخاصة التي تساعد على فهمه واستخراج فضائله، ومن تلك العلوم التي لا غنى عنها في فهم وتفسير القرآن الكريم، علوم الآلة، وعلى رأسها علوم اللغة، مثل علم النحو، فيذكر من ينسبون وضع علم النّحو إلى أبي الأسود أنّه سمع قارئًا يقرأ الآية الكريمة (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) بكسر لام رسوله، فقال ما ظننتُ أمر النّاس يصل إلى هذا، واستأذن  زيادًا بن أبيه، والي البصرة في أن يضع للنّاس قواعد العربيّة.

وعلوم الآلة ذات أهمية عظيمة؛ فتعلمها يساعد على دراسة القرآن الكريم وفهمه حق الفهم، واستنباط الأحكام والآداب منه، فهي بالنسبة للمفسر مفتاح لا غنى له عنه، إذ كيف يتأتى لدارس القرآن ومفسره أن يتوصل إلى إصابة الحق والصواب، وهو لا يعلم كيف نزل، ولا متى نزل، وعلى أي حال كان ترتيب سوره وآياته، وبأي شيء كان إعجازه

 

فضل القرآن الكريم على الكتب المنزلة

 

يقول ابن كثير رحمه الله في كتابه فضائل القرآن الكريم (ص: 33 -34):

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} [المائدة: ٤٨]

قال الغمام أبو جعفر بن جرير -رحمه الله: ثنا المثنى، ثنا عبد الله بن صالح، حدثنى معاوية عن علي -يعني أبي طلحة،عن ابن عباس "في" قوله: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه}، قال: المهيمن الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله، وفى رواية: شهيدا عليه.

وقال سفيان الثورى وغير واحد من الأئمة، عن أبى اسحاق السبيعي، عن التميمى، عن ابن عباس: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} قال: مؤتمنًا، وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصرى، وغير واحد من أئمة السلف.

وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال: "إذا رقب" الرجل الشىء وحفظه وشهده: "قد هيمن فلان عليه"، فهو مهيمن هيمنة، وهو عليه مهيمن، وفي أسماء الله تعالى: {الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: ٢٣] وهو الشهيد على كل شىء، الرقيب الحفيظ بكل شيء.

 

القرآن مصدر الهداية والنور

 

يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 9). وقد قال ابن كثير في تفسيره: "يخبر تعالى عن شرف القرآن وفضله، وأنه يهدي إلى أفضل الطرق وأوضحها وأعدلها" (تفسير ابن كثير، 3/50).

فالقرآن الكريم ليس فقط كتاب تشريع، بل هو أيضًا كتاب هداية ورحمة، يُرشد الإنسان إلى الصراط المستقيم، ويفتح له آفاق التفكر والتدبر في مخلوقات الله. فكل من التزم به، اهتدى إلى الخير، وكل من ابتعد عنه، وقع في الضلال.

 

القرآن شفيع لأهله يوم القيامة

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فإنَّهُ يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ" (رواه مسلم، 804). قال الإمام النووي: "هذا الحديث دليل على عظيم فضل قراءة القرآن، وفضله في الشفاعة لأهله" (شرح صحيح مسلم، 6/91).

   فالقرآن الكريم شفيع لصاحبه يوم القيامة، إذ إنه ينجيه من العذاب، ويرفع منزلته عند الله، خاصةً لمن كان يتلوه ويتدبر معانيه ويعمل بأحكامه.

 

القرآن يرفع أهله

 

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ" (رواه مسلم، 817). وقال الإمام ابن تيمية: "من أعظم ما يرفع به العبد في الدنيا والآخرة التمسك بالقرآن تلاوةً وفهمًا وعملًا" (مجموع الفتاوى، 11/95).

   فالقرآن الكريم يرفع مكانة أهله في الدنيا والآخرة، فمن عمل به، أعزه الله، ومن أعرض عنه، أذله الله. ولهذا نجد أن الأمة الإسلامية لم تكن قوية وعزيزة إلا عندما تمسكت بالقرآن الكريم.

ومن أكثر فضائل القرآن الكريم الحديث عن الله وصفاته وأسمائه وملائكته ورسله ليعرف العبد ربه ويتعرف على معبوده ويؤمن بما أنزل من كتاب على بينة ونور.

الله في القرآن الكريم

 

ومن فضائل القرآن الكريم أنه يعطيك تصورًا كاملا تامًا عن صفات الله تعالى وأسمائه، فبه تعرف ربك ومعبودك الذي لا إله غيره على أتم صورة وأوضح بيان، كما أخبر تعالى عن نفسه وفي هذا يقول ابن القيم- رحمه الله تعالى في كتابه (الفوائد، 80- 82):

"القرآن كلام الله، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.

وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات، فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته، فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك كل الإباء كما قيل: 

يراد من القلب نسيانكم     وتأبى الطباع على الناقل 

فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا، وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره، وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما أن الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر، وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر.

وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت، أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات، وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر.

 

وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهي.

وإذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى.

وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وما في كل ما يجريه على عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له.

وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته".

 وبعد أن يفصل القول في الكثير من صفات الله تعالى في القرآن الكريم يعطيك- رحمه الله- صورة أبلغ ما تكون عن فضائل القرآن الكريم عن الله عز وجل فيقول:

"وأنت إذا تدبرت القرآن... أشهدك ملكًا قيومًا فوق سماواته على عرشه، يدبر أمر عباده، يأمر وينهى، ويرسل الرسل وينزل الكتب، ويرضى ويغضب، ويثيب ويعاقب، ويعطي ويمنع، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويرى من فوق سبع ويسمع، ويعلم السر والعلانية، فعال لما يريد، موصوف بكل كمال، منزه عن كل عيب، لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، ليس لعباده من دونه ولي ولا شفيع".

فالقرآن الكريم يعرّف العباد بربهم، ويذكر أسماءه وصفاته، كما في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (البقرة: 255)

قال الإمام الطبري: "هذه الآية أعظم بيان لتوحيد الله عز وجل وصفاته العلا" (تفسير الطبري، 3/120).

 

الملائكة في القرآن الكريم

 

كما يذكر القرآن الكريم الملائكة وصفاتهم ووظائفهم فمن صفاتهم الطاعة الدائمة، قال الله تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: 6) وقد بيّن ابن كثير أن "الملائكة عباد مكرمون، خُلقوا لتنفيذ أوامر الله دون مخالفة" (تفسير ابن كثير، 4/502)، أما عن وظائفهم في القرآن الكريم، فهي أكثر من أن تحصى وهناك سور تكاد تعطك صورة كاملة عن وظائف الملائكة وأعمالهم، منها سورة النازعات وكذلك الصافات والمرسلات.

ولنذكر بعض هذه الأعمال التي وردت في القرآن والسنة:

فمنهم الموكل بالوحي، وهو الروح الأمين جبريل؛ قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 97]، وقال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء: 193، 194].

وهو روح القدس؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [النحل: 102].

وقد وصفه الله بأنه ﴿شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ﴾ [النجم: 5، 6]؛ أي: ذو منظرٍ حسَن جميل.

وقال تعالى في وصفه أيضًا: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: 19 - 21].

ومنهم الموكلون بقبض الأرواح، وهو "ملك الموت"، وله أعوان؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11].

ومنهم الموكلون بحفظ العبد، في حِلِّه وارتحاله، وفي نومه ويقظته، وفي كل حالاته.

قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرعد: 11].

وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾ [الأنعام: 61].

 

الرسل في القرآن الكريم

 

ومن فضائل القرآن الكريم أنه أعطى صورة كاملة تامة عن طبيعة الرسل، وأنهم جميعًا جاءوا برسالة واحدة من الله تعالى، وهي رسالة التوحيد، وبين أن كل واحد منهم جاء لقومه بهذه الرسالة، وجاءت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين مهيمنة على كل الرسالات.

قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة: 136)

فقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم أن الرسل جاءوا بالحق لهداية الناس، فقال: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (البقرة: 119)

قال ابن القيم- رحمه الله-: "الرسل عليهم السلام كانوا المصابيح التي أنارت للبشر طريق الهداية" (زاد المعاد، 1/34)

 

الوعد والوعيد 

 

ومن فضائل القرآن الكريم أنه اشتمل على الوعد بالجنة لمن آمن وعمل صالحًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ (البقرة: 25)

وكذلك الوعيد لمن كفر وعصى، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾ (فاطر: 36).

 

التشريع في أمور الدنيا

 

لم يترك القرآن الكريم جانبًا من جوانب الحياة إلا وبيّن أحكامه، فقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (النحل: 89)

وقال الشافعي: "القرآن هو أصل التشريع، ومنه تستنبط الأحكام في كل مجالات الحياة" (الرسالة، ص 20)

ومن فضائله أنه لم يترك شاردة ولا واردة تستقيم بها الدنيا إلا أحصاها وأنزل من السنة على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما يشرح ويوضح ذلك بصورة عملية.

فعلى سبيل المثال لم يترك الله تعالى تقسيم المواريث لبشر أو لعبد من عباده فقد أنزل آياته المحكمات في دقة لا تدانيها دقة، ويكفيك أن تقرأ سورة النساء وحدها التي تنفرد بعلم خاص بالمسلمين، وهو علم الفرائض أو علم المواريث، وهو علم قرآني خالص، افترضه الله على عباده؛ لتستقيم حياتهم، وتهدأ أسرهم وعائلاتهم بعد وفاتهم، فلا يقع نزاع ولا مشاحنة بين الأهل والأقارب.

فضائل بعض السور

بينت السنة النبوية الكثير من فضائل الآيات والسور ومن ذلك:

سورة الفاتحة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ" (رواه البخاري، 723). 

قال ابن القيم: "فاتحة الكتاب لها شأن عظيم، فإنها أعظم سور القرآن، وهي الشافية الكافية" (زاد المعاد، 4/318)

سورة البقرة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ" (رواه مسلم، 804)

سورة الكهف

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قرأَ سورةَ الكَهفِ في يومِ الجُمُعةِ، أضاءَ لهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجُمُعتينِ" (رواه البيهقي في السنن الكبرى، 5856).

سورة الملك

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ سورةً منَ القُرْآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعَت لِصاحِبِها حتَّى غُفِرَ لَهُ، تبارَكَ الَّذي بيدِهِ المُلْكُ" (رواه أبو داود، 1400)