مع اقتراب شهر رمضان المبارك ، تتزايد التساؤلات حول صيام آخر يوم من شهر شعبان، وهو اليوم الذي يُعرف بـ"يوم الشك"، وقد أثار هذا المصطلح الشرعي جدلًا بين الفقهاء، حيث يرتبط بعدم اليقين في رؤية هلال رمضان، مما يجعل البعض يتردد في صيامه خوفًا من الوقوع في محظور شرعي.
ونهى الإسلام عن صيامه لمن لم تكن لديه نية سابقة، حتى لا يتم الخلط بين الفرض والسنة، مما يعكس حرص الشريعة الإسلامية على التثبت في العبادات وعدم الزيادة على ما أمر به الله ورسوله، فما سبب تسميته بيوم الشك؟ وما الحكم الشرعي لصيامه؟ وفقًا لما نشرته دار الإفتاء المصرية.
ما هو يوم الشك؟
يُطلق مصطلح "يوم الشك" على آخر يوم من شهر شعبان عندما يكون هناك غموض في تحديد بداية رمضان، بسبب عدم وضوح رؤية الهلال، سواء بسبب الغيوم أو عدم تحقق الشهادة الشرعية المطلوبة، وقد سُمي بهذا الاسم لأن الناس يشكون في كونه اليوم الأول من رمضان أو اليوم الأخير من شعبان، مما يجعل حكم صيامه موضع نقاش فقهي.
حكم صيام يوم الشك
اختلف الفقهاء في حكم صيام يوم الشك، ولكن الرأي الراجح بين جمهور العلماء هو تحريمه أو كراهته، وذلك استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه" (رواه البخاري ومسلم)، وهذا يدل على أن صيامه دون سبب مشروع غير مستحب، إلا لمن كان معتادًا على صيام التطوع، كمن يصوم يومي الاثنين والخميس، فيجوز له الصيام.
أما إذا كان صيامه احتياطًا لرمضان، فهو غير جائز، لأن ذلك قد يؤدي إلى الخلط بين الفرض والتطوع، وهذا يتعارض مع تعاليم الشريعة التي تحدد بداية الصيام وفق رؤية الهلال أو إتمام شهر شعبان ثلاثين يومًا.
استثناءات وحالات جواز صيامه
هناك بعض الحالات التي يُباح فيها صيام يوم الشك، منها:
- من كان له عادة في الصيام، كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو من اعتاد صيام النصف الثاني من شعبان.
- إذا ثبتت رؤية الهلال بعد صيامه، فيحسب صيامه حينها على أنه أول يوم من رمضان.
- إذا صامه بنية قضاء يوم من رمضان السابق أو كفارة أو نذر، فلا حرج في ذلك.
