الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

جلسة تصوير تُحول الاختلاف إلى مصدر للجمال والإلهام

جلسة التصوير
جلسة التصوير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

في عالم يقدس المعايير التقليدية للجمال، تنشأ تحديات عديدة لمن يبدون مختلفين، لكن الطفلة “مكة محمد”، ذات الخمسة أعوام، لم تترك اختلافها يُحبطها، بل حوّلته إلى مصدر قوة، بمساعدة أسرتها التي دعمتها بجلسة تصوير خاصة لتُظهر جمالها الفريد، ولدت مكة بمرض المهق، وهو اضطراب وراثي نادر يسبب غياب صبغة الميلانين في الجلد والشعر والعينين، مما يمنح المصابين به مظهراً فريداً. 

هذا الاختلاف جلب لها صعوبة في التكيف مع أقرانها في رياض الأطفال، حيث كانت تتمنى لو امتلكت شعرًا أسود مثلهم، بعدما واجهت بعض التعليقات القاسية والتنمر، لكن والدها كان له رأي مختلف، فقد أخبرها أن اختلافها هو ما يجعلها مميزة، وأنه ليس شيئًا تخفيه، بل تفخر به، ومن هنا جاءت فكرة جلسة التصوير التي تهدف إلى إبراز الجمال الفريد لمكة وتعزيز ثقتها بنفسها.

رحلة من أسيوط إلى بورسعيد من أجل الحلم
قطعت أسرة مكة رحلة استغرقت 16 ساعة ذهابًا وإيابًا، من محافظة أسيوط إلى بورسعيد، حيث تم تنظيم جلسة التصوير في حديقة المنتزه ببور فؤاد، وجهزت العائلة لمكة أربعة فساتين، مع إكسسوارات من الورود وأجنحة ملائكية، لتظهر في أبهى صورة خلال الجلسة التي قادها المصور البورسعيدي محمود طنطاوي، والذي عمل على إبراز جمال ملامحها الفريدة، مقدماً رؤية جمالية جديدة للمهق، بعيدًا عن المفاهيم النمطية.

لم تكن مكة وحدها في هذه الجلسة، بل انضم إليها زياد محمد، وهو عارض أزياء شاب مصاب بالمهق أيضًا، أراد زياد أن يكون جزءًا من هذه اللحظة، ليدعم مكة ويرسل لها رسالة بأنها ليست وحدها، وأن هناك من يشبهها ويحقق أحلامه بكل ثقة، وتفاعل الثنائي معًا بحب وسعادة، فمكة التي كانت تحلم بأن تكون مثل أقرانها، وجدت في زياد مثالًا يُحتذى به، بل إنها أعربت عن حلمها بأن تصبح عارضة أزياء مثله في المستقبل.


جلسة التصوير لم تكن مجرد صور جميلة، بل كانت رسالة قوية عن التقبل والاعتزاز بالذات، حيث أظهرت للعالم أن المهق ليس نقصًا، بل هو لون مختلف من ألوان الجمال، وأن الثقة بالنفس يمكنها تحويل أي اختلاف إلى ميزة، وهذه القصة ليست فقط عن مكة، بل عن كل شخص شعر يومًا أنه مختلف، وربما تكون هذه الخطوة الصغيرة بداية لتغيير نظرة المجتمع نحو التنوع والجمال الحقيقي.

IMG_7164
IMG_7164
IMG_7162
IMG_7162
IMG_7163
IMG_7163
IMG_7161
IMG_7161