الثلاثاء 25 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بعد 3 سنوات.. أمريكا تتخلى عن إدانة روسيا وتدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تحول مفاجئ في السياسة الأمريكية تجاه الحرب في أوكرانيا، صوتت الولايات المتحدة ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو القرار الذي أقرته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد ثلاث سنوات من الدعم الثابت لأوكرانيا. 

وفي الوقت ذاته، قدمت الولايات المتحدة قرارها الخاص، الذي لم يحمل أي لوم صريح لروسيا بل دعا إلى إنهاء الحرب بشروط محايدة. هذه التغيرات تمثل تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي ووتيرة جديدة في سياستها تجاه النزاع.

خلفية التحول الأمريكي

كان الموقف الأمريكي تجاه الحرب في أوكرانيا منذ البداية داعماً بشكل كامل للجانب الأوكراني، حيث قدمت واشنطن مساعدات عسكرية واقتصادية لمساعدة كييف في مواجهة الغزو الروسي. إلا أن هذا الموقف بدأ يشهد تغيراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، إذ جاء التصويت الأمريكي ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة غير مسبوقة، حيث صوتت الولايات المتحدة إلى جانب 17 دولة أخرى ضد القرار الذي كان يحمّل روسيا المسؤولية عن اندلاع الحرب.

قرار الجمعية العامة كان يدين روسيا بشكل واضح، ويؤكد على سيادة أوكرانيا ووحدتها الإقليمية. وفي المقابل، جاء القرار الأمريكي ليعكس تحولاً في السياسة، حيث لم يحمل أي إدانة مباشرة لروسيا ودعا إلى حل النزاع وفق شروط محايدة. هذا التوجه يعكس التباين المتزايد بين مواقف واشنطن وأوروبا، وهو تحول يرتبط بشكل كبير بالإدارة الأمريكية الحالية وتوجهاتها الجديدة نحو النزاع.

قرار مجلس الأمن

وفي جلسة مجلس الأمن، تم تقديم مسودة قرار أمريكي تتعلق بالصراع في أوكرانيا. هذا القرار تضمن ثلاث فقرات، وهو يعبر عن أسف عميق تجاه الخسائر في الأرواح خلال الحرب، ويؤكد على أهمية دور الأمم المتحدة في حفظ الأمن الدولي. 

ومع ذلك، لم يتضمن القرار أي إشارة مباشرة إلى "غزو" روسيا لأوكرانيا في 2022، وهو ما أثار جدلاً بين الدول الأعضاء، خصوصاً الدول الأوروبية التي طالب بعضها بتعديلات على المسودة. وقد تم رفض بعض هذه التعديلات بسبب استخدام روسيا حق الفيتو ضدها.

في النهاية، تم تبني المشروع الأمريكي كما هو، وهو قرار يعكس الموقف الأمريكي المتحفظ حيال إدانة روسيا بشكل صريح. كما تم تأكيد ضرورة البحث عن حل سلمي للنزاع، وهو ما يتماشى مع التوجهات الأمريكية الجديدة.

المواقف الأوروبية والعربية

بينما كانت الولايات المتحدة تتبنى موقفاً محايداً في القرار الأمريكي، كانت الدول الأوروبية تسعى إلى تعزيز موقف أكثر صرامة تجاه روسيا. 

من جهة أخرى، أظهرت بعض الدول العربية موقفاً غير متوقع حيث امتنع الكثير منها عن التصويت على القرارات، وهو ما يعكس تحولاً في المواقف العربية التي كانت في السابق تميل إلى دعم القرارات المناهضة للغزو الروسي.

هذه التحولات تعكس التباين الكبير في مواقف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا، حيث لا يزال هناك خلاف حاد بين حلفاء واشنطن التقليديين، مثل المملكة المتحدة وفرنسا، وبين الموقف الأمريكي الذي يتجه نحو تقليل حدة التصعيد مع روسيا.

محتوى القرار الأوكراني المدعوم أوروبيا

القرار الأوكراني، المدعوم من الاتحاد الأوروبي، كان أكثر وضوحاً في تحميل روسيا المسؤولية عن الحرب ودعا إلى انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. 

كما أكد على ضرورة وقف الأعمال العدائية بشكل فوري، وضرورة محاسبة روسيا على الجرائم المرتكبة في أوكرانيا. هذا القرار يعكس الموقف الثابت لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في محاسبة روسيا على انتهاك سيادة أوكرانيا.

محتوى القرار الأمريكي

من جهة أخرى، كان القرار الأمريكي أقل وضوحاً في تحديد المسؤولية بشكل صريح. وفي المسودة الأمريكية، عبرت الجمعية العامة عن حزنها للخسائر البشرية في الحرب، دون أن تذكر بشكل صريح غزو روسيا. 

ورغم أن القرار الأمريكي أكد على ضرورة الحفاظ على الأمن الدولي وتسوية النزاع بطرق سلمية، إلا أنه كان أقل إدانة للجانب الروسي مقارنة بالقرار الأوكراني الأوروبي.

انتهاء الحرب خلال أسابيع

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه من "الممكن" التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في الأسابيع المقبلة.

 وأكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية، مشيرًا إلى أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها مع روسيا في 2014 تم انتهاكها مرارًا. 

وأضاف أن زعماء العالم يجب أن يكونوا حذرين في التفاوض مع روسيا.

 من جانبه، قال الرئيس الأمريكي ترامب إن الحرب قد تنتهي "خلال أسابيع"، مطالبًا أوروبا بتحمل مسؤولية التوصل إلى اتفاق. وأكد ماكرون أنه مستعد لإرسال قوات حفظ سلام إلى المنطقة لضمان الاستقرار.