أكد رئيس جهاز الموساد، دادي بارنيع، اليوم الثلاثاء، أن الهدف الأسمى للموساد هو إعادة جميع المحتجزين، سواء الأحياء أو الجثامين، مشددًا على أن هذه المهمة تمثل "أعلى وصية أخلاقية" لإعادة المختطفين من "أنفاق الجحيم"، وذلك في أول ظهور علني له منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وفي حديثه خلال مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، وادعى بارنيع إلى أن عملية تبادل الأسرى الأخيرة، التي قاد المرحلة الأولى من التفاوض بشأنها، جسدت أحد أهم المبادئ الأخلاقية والقيمية في التقاليد اليهودية، وهي "فداء الأسرى"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد شعور يفوق هذا الواجب المقدس حتى مقارنة بعمليات استخباراتية كبرى"، مؤكدًا أن الموساد سيواصل العمل حتى عودة جميع المحتجزين.
عملية "البيجر" ونقطة التحول في الحرب
تطرق رئيس الموساد أيضًا إلى عملية "البيجر"، واصفًا إياها بأنها "تجسيد واضح لرسالة الموساد"، مؤكدًا أنها "لحظة التحول في الحرب في الشمال".
وأوضح بارنيع أن العملية استندت إلى اختراق استخباراتي عميق، وتفوق تكنولوجي، وقدرات عملياتية متقدمة، مؤكدًا أن نجاحها شكل "نقطة انطلاق لعشرة أيام من التحولات العسكرية الحاسمة"، التي غيرت ميزان القوى لصالح إسرائيل، وقادت إلى مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وأضاف أن العملية، التي بدأت في 17 سبتمبر 2024، تضمنت تفجير أجهزة "بيجر"، التي تم زرعها وسط مقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا، ما أدى إلى مقتل نحو 30 عنصرًا وإصابة أكثر من 3,000 آخرين. وأشار إلى أن "حجم المتفجرات في كل جهاز كان ضئيلًا، لكنه أثر بشدة على معنويات العدو".
ضربة لحزب الله وانتصار على "الروح القتالية"
أكد بارنيع أن الضربة التي تلقاها حزب الله كسرت روحه القتالية، قائلًا: "النصر في الحرب لا يقاس فقط بعدد القتلى أو الصواريخ التي دُمرت، بل بالقدرة على تحطيم معنويات العدو ورغبته في القتال".
كما شدد على أن حزب الله "هو الذراع التنفيذية لإيران على حدودنا الشمالية"، موضحًا أن الموساد استعد لحرب لبنان الثالثة منذ 2006، عبر جمع معلومات استخباراتية دقيقة، وتعزيز التعاون مع شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات نوعية داخل مناطق العدو.
واختتم بارنيع كلمته بتوجيه الشكر لعناصر الموساد، مؤكدًا أن "الموساد لا يملك دبابات أو طائرات، بل يعتمد على عقول مقاتليه الذين يحولون المستحيل إلى ممكن".