الإثنين 24 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

3 هجمات حاسمة.. واشنطن تتعقب قيادات تنظيم القاعدة شمال غرب سوريا

استهداف سيارة بيرقدار
استهداف سيارة "بيرقدار"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شنت القيادة المركزية الأمريكية ثلاث هجمات مركزة ضد تنظيم "حراس الدين" فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، منذ مطلع العام الجاري، حيث أسفرت الغارات الأمريكية عن تصفية قيادات بارزة.
وكانت القوات الأمريكية ركزت هجماتها على تصفية قيادات تنظيم القاعدة في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خوفًا من استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع السوري بعد سقوط النظام، ولم تتوقف الهجمات بالرغم من إعلان التنظيم عن حل نفسه بعد سقوط النظام السوري.  

مقتل القيادي وسيم تحسين بيرقدار

قبل يومين، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذ غارة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، في 21 فبراير الجاري، ما أسفر عن مقتل وسيم تحسين بيرقدار، أحد كبار القادة في تنظيم حراس الدين الإرهابي، التابع لتنظيم القاعدة.
ووفقا لبيان القيادة المركزية، إن هذه الغارة الجوية هي جزء من التزام القيادة المركزية الأميركية المستمر، جنباً إلى جنب مع الشركاء في المنطقة، بتعطيل وتقليص جهود الإرهابيين للتخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وبحسب البيان، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: "سنلاحق بلا هوادة التهديدات الإرهابية وندمرها، بغض النظر عن موقعها، من أجل حماية وطننا وحلفائنا وشركائنا".
ونقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن واشنطن استهدفت سيارة يستقلها شخص بطائرة مسيرة، أسفرت عن مقتل "بيرقدار"، وقال المرصد عن الأخير إنه بسبب الملاحقات الأمنية واعتقاله من قبل النظام السوري في سجني الجوية وصيدنايا سيء الصيت، غادر إلى دمشق وانضم لجبهة النصرة، ثم انضم لتنظيم حراس الدين، قبل أن يترك العمل التنظيمي لمدة سنوات ويعمل بالتجارة بعيدا عن صفوف القتال. 

مقتل مسئول مالي ولوجيستي

وفي منتصف فبراير الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، استهدفت وقتلت مسؤولاً بارزاً في الشؤون المالية واللوجستية في تنظيم حراس الدين.
ولم يفصح البيان عن اسم أو كنية الإرهابي الذي استهدفته في الغارة الجوية، بينما أكد البيان على أن هذه الضربة تأتي في إطار التزام القيادة المركزية المستمر، جنبًا إلى جنب مع شركائنا في المنطقة، لتعطيل وإضعاف جهود الإرهابيين في التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في المنطقة وخارجها.

مقتل القيادي محمد الزبير

في نهاية شهر يناير الماضي، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية غارة جوية دقيقة في شمال غرب سورية تمكنت خلالها من تحييد المدعو محمد صلاح الزبير، أحد العناصر البارزين في منظمة حراس الدين الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
ووفقا لبيان القيادة المركزية، فإن هذه الغارة الجوية هي جزء من التزام القيادة المركزية الأمريكية المستمر، جنباً إلى جنب مع الشركاء في المنطقة، بتعطيل وتقليص جهود الإرهابيين للتخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وتأكيدا على مساعدة حلفائها في المنطقة، وبحسب البيان، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "ستواصل القيادة المركزية الأمريكية مطاردة وقتل أو القبض على الإرهابيين، والدفاع عن بلدنا ضد الجماعات التي تخطط لمهاجمة أفراد الولايات المتحدة وحلفائها".

تنظيم حراس الدين

في أغسطس الماضي، وقبل سقوط النظام كانت القوات الأمريكية قد استهدفت القيادي أبو عبد الرحمن المكي، بضربة دقيقة في سورية. وكان المكي عضوًا في مجلس شورى حراس الدين وزعيما بارزا مسؤولا عن الإشراف على العمليات الإرهابية من سوريا.
وفي بيانها عن استهداف المكي، قالت القيادة المركزية عن "حراس الدين" إنها قوة مرتبطة بتنظيم القاعدة ومقرها سوريا، وتشارك القاعدة في تطلعاتها العالمية لشن هجمات ضد المصالح الأمريكية والغربية.
وكان تنظيم حراس الدين قد انبثق عن تنظيم جبهة النصرة التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتحولت إلى "هيئة تحرير الشام"، بينما ظل "حراس الدين" يدين بالولاء والارتباط مع تنظيم القاعدة، وقد نشط في منطقة إدلب السورية، وظل على علاقات تنسيق مع هيئة تحرير الشام وصولا لمرحلة حل نفسه بعد سقوط النظام السوري.

أبرز خلاف بين "حراس الدين" و"هيئة تحرير الشام"

كان أبرز خلاف بين "حراس الدين" و"تحرير الشام"، عندما اتهمت بعض الميليشيات في إدلب السورية، قيادات بارزة في "تحرير الشام" بالتورط في الخيانة والعمالة لصالح قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأمر الذي أجبر الهيئة على اعتقال أبو ماريا القحطاني أبرز القيادات بالهيئة، والذراع اليمنى لزعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، ومعه مجموعة أخرى من القيادات تم اعتقالها ضمن خلية تعمل لصالح التحالف الدولي.
استغل تنظيم القاعدة أزمة القحطاني، عبر فرعه المحلي في سوريا وهو تنظيم "حُراس الدين" الذي خاطب الهيئة في بيان رسمي وطالبها بفتح تحقيق وتشكيل لجنة مستقلة من قضاة الهيئة لفحص هذه الاتهامات، خاصة أن وقوع قتلى بسبب القحطاني من تنظيم الحراس جعلها تصف نفسها بأنها "ولي الدم" أي صاحبة الحق الشرعي في المطالبة بثأر ودم العناصر المقتولة من بين صفوفها.
ونقلا عن "المرصد السوري"، فإن تنظيم الحراس أصدر بيانا بعنوان "نحن أولياء الدم" طالب خلاله هيئة تحرير الشام بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق مع الموقوفين لدى الهيئة بخصوص مقتل قيادات من صفوفها. وجاء في البيان: "بعد التطورات الأخيرة في الساحة الشامية التي أدت إلى اكتشاف جهات عميلة للتحالف الصهيوصليبي وغيرهم من أعداء الإسلام في بلاد الشام: فإننا نطالب بتحقيق مستقل يشرف عليه خيرة مجاهدي الشام، وقضاء مستقل يقوم به خيرة القضاة من أهل الشام بحق هؤلاء الجواسيس والعملاء القابعين في سجون الفئة التي تدعي سيطرتها على المناطق المحررة".
تنظيم الحراس، ألح على تهم الخيانة والعمالة التي أسهمت في تصفية قيادات بارزه في صفوفه، حيث أوضح البيان: "إننا وأهلنا المسلمين قد فقدنا خيرة إخواننا بغدر وعمالة هؤلاء الخونة وكان على رأس من فقدناهم الشيخ أبو فراس السوري، والشيخ أبو الفرج المصري والشيخ أبو الخير المصري والشيخ أبو محمد السوداني والشيخ قسام الأردني والشيخ خلاد المهندس وغيرهم من إخواننا المجاهدين من تنظيمنا ومن الفصائل الأخرى".
وشدد تنظيم الحراس في بيانه على ضرورة الاستجابة لمطلبه، وأنه هو ولي دم قياداته المقتولة، وبحسب البيان "نعتقد أنه آن الأوان لكشف المتورطين في دماء المسلمين وإنزال وتطبيق حكم الله فيهم".

تفكيك تنظيم "حراس الدين"

وتداولت تقارير تفيد بأن تنظيم حراس الدين أعلن حل نفسه، وصرف قياداته وعناصره، بعد سقوط النظام السوري، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية استهدفت قيادات تنظيم بثلاث هجمات حاسمة منذ مطلع العام الجاري.
وفي السياق، رأي بعض المراقبين أن تفكيك التنظيم لنفسه مجرد فقاعة صوتية ليبعد الاستهدافات والغارات عن قياداته وعناصره، وأنها محاولة من التنظيم لإعادة إنتاج نفسه في المشد السوري بشكل جديد للحصول على دور خاصة وأنه تعرض لضربات موجعة خسر فيها الكثير من مقاتليه.
وبحسب بيانات القيادة المركزية الأمريكية فإن واشنطن ملتزمة بتعقب قيادات تنظيم القاعدة في كل مكان خاصة وأنها تمتلك طموحات عالمية ضد المصالح الأمريكية وضد حلفائها.