شهدت منطقة الألف مسكن بالقاهرة واقعة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماع، بعدما انتشرت صورة لطفل أشقر يجلس بجوار سيدة متسولة بالقرب من محطة المترو، وهو فى حالة يرثى لها، الصورة أثارت تساؤلات كثيرة بين المارة ورواد الإنترنت، خاصة أن ملامح الطفل كانت مختلفة تمامًا عن السيدة التى ظهرت بجواره، مما دفع البعض للشك فى كونه مختطفًا أو ضحية لعملية استغلال أطفال.
مع تصاعد الجدل، تدخلت الأجهزة الأمنية بشكل فورى بعد تلقيها بلاغًا بشأن الواقعة، تحركت فرق البحث إلى الموقع، حيث تم العثور على السيدة والطفل، وجرى اصطحابهما إلى قسم الشرطة للتحقيق فى ملابسات الواقعة والكشف عن العلاقة التى تربطهما.
التحقيقات تكشف الحقيقة
خلال الاستجواب، قدمت السيدة المتسولة أقوالًا متضاربة حول علاقتها بالطفل، فى البداية زعمت أنها عثرت عليه بمفردها فى أحد الشوارع القريبة وأخذته معها خوفًا عليه، إلا أن التحريات أثبتت عكس ذلك، كما أظهرت التحريات أن الطفل ليس له أى صلة بها، وهو ما عزز الشكوك حول وجود شبهة استغلال أو اختطاف.
التوصل إلى أسرة الطفل
بعد ساعات من البحث، تمكنت الشرطة من تحديد هوية الطفل والوصول إلى أسرته، وتبين أن والدته هى من تتركه وشقيقته دون رقابة مستمرة، حيث تعيش الأسرة فى ظروف اجتماعية غير مستقرة بعد انفصال الأبوين، وعند مواجهتها، نفت الأم علمها بكيفية وصول ابنها إلى يد المتسولة، لكنها أقرت بأنها تتركه يلعب أحيانًا خارج المنزل.
موقف والد الطفل
بالتوازى مع التحقيقات، تم استدعاء والد الطفل، الذى أكد أن ابنه كان فى عهدة والدته ولم يكن يعلم بغيابه، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، قررت الجهات المعنية تسليمه لوالده، مع التأكيد على ضرورة توفير بيئة آمنة له ومنع تعرضه لأى مخاطر مستقبلية.
الإجراءات القانونية ضد المتسولة
فيما يخص السيدة المتسولة، وبعد انتهاء التحقيقات الأولية، وُجهت إليها تهمة الاشتباه فى استغلال الأطفال، وتم عرضها على النيابة العامة التى قررت التحفظ عليها لحين استكمال التحريات. كما طلبت النيابة تقريرًا مفصلًا حول سجلها الجنائي، والتأكد مما إذا كانت لها سوابق فى قضايا مشابهة.
بدأت الحادثة عندما عُثر الأهالى على طفل يبلغ من العمر حوالى خمس سنوات، يجلس بمفرده فى الشارع، بينما كانت سيدة - اشتُبه فى كونها متسولة - بالقرب منه، أثار المشهد ريبة المواطنين، ما دفع أحدهم إلى إبلاغ الشرطة، التى تحركت على الفور لمعاينة الوضع والتحقيق فى ملابسات وجود الطفل فى هذا المكان دون مرافق.
وبسؤال السيدة المشتبه بها، وفحص كاميرات المراقبة المحيطة بالموقع، تبين أن الطفل لم يكن ضحية اختطاف، كما زعمت بعض الشهادات الأولية.
وكشفت التحريات الأمنية أن الطفل ينتمى إلى أسرة مفككة، حيث يعيش مع والدته التى انفصلت عن والده منذ فترة، وقد اعتادت تركه هو وشقيقته لساعات طويلة فى الشارع دون رقابة.
واستدعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة والد الطفل للاستماع إلى إفادته، حيث أكد أنه منفصل عن زوجته ولا يعلم شيئًا عن تصرفاتها اليومية أو ظروف معيشة طفليه.
وأفاد والد طفل الألف مسكن بأنه لم يكن على علم بتركهما فى الشارع بمفردهما.
وبإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة تبين أن السيدة المتهمة لا علاقة لها بأى محاولة خطف، وأن وجودها بالمكان كان محض صدفة. وتحفظ رجال المباحث على والدة طفل ألف مسكن، وتسليم الطفل إلى والده بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.