كتب العديد من قيادات الحركات الطلابية، مذكراتهم بداية من انتفاضة الطلبة 1946، مرورًا بانتفاضة 1968 تلاها اعتصام 1972، وسجل هؤلاء الأبطال شهاداتهم وذكرياتهم عن الحركات الطلابية وكيفية تأسيسها ونضالها.
«حكاية كوبري عباس».. الطلبة ودورهم الطليعي في الحركة الوطنية
يشرح الكاتب الصحفي سيد محمود حسن في كتابه "حكاية كوبري عباس" أو المعروف بكتاب "دم الطلبة"، النشأة التاريخية وبدايات الحركات الطلابية في مصر من إضراب نادي المدارس العليا 1906 وحتي الحرب العالمية الثانية، كما يتطرق إلى الحديث عن مختلف القوي السياسية في مصر قبيل الحرب العالمية الثانية وتأثير هذه القوى على الحركة الطلابية.
يكشف الكتاب عن العوامل التي أثرت في الحركات الطلابية، والتي كانت متمثلة في التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي حدثت في مصر آنذاك، وهو ما أدى إلى تصدر الحركات الطلابية المشهد السياسي ولعب الدور الأساسي في الحراك في الشارع المصري بعد الحرب العالمية الثانية.
يشير الكاتب إلى أن تجربة الحركة الطلابية المصرية قبل ثورة 1952 من أكثر التجارب أهمية من حيث الفاعلية والالتحام بالجماهير، على الأقل في مراحلها الأولي، ولا شك أن تلك الانتفاضة تستحق موقعها المتميز في أدبيات الحركة الطلابية المصرية منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن.

وأكد المؤلف، أن الطلاب المصريين نجحوا في لعب دور نضالي مهم وطليعي في الحركة الوطنية، خاصة بعد أن اتجه تفكيرهم نحو التحالف مع العمال باعتبارهم أحد أهم القوي الثورية في المجتمع، ولا يمكن النظر على ضوء تجربة 1946 إلي العمال باعتبارهم قوة ثورية تابعة، ولا يمكن وضع الطلاب في موقع الطليعة الثورية التي يمكن أن تنوب عن العمال في إنجاز مهام الثورة.
الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مثلت الدافع الأول للتحرك الطلابي
كما أشار إلى أن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كانت هي الدافع الأول للتحرك الطلابي، للتعبير عن أماني الحركة الوطنية المصرية وطموحاتها في الوقت نفسه لا يمكن القبول بما هو شائع عن الحركة الطلابية باعتبارها حركة تتبني مطالب وطنية في المحل الأول.
كما يؤكد الكتاب، على إمكانية العمل السياسي سواء من داخل الجامعة أو خارجها تحت صيغة التحالف، باعتبارها من أنجح الصيغ التنظيمية لأية حركة سياسية إذا ما وجدت القيادة الواعية، خاصة أن قادة الحركة الطلابية عام 1946 نجحوا في التأكيد علي أن أي نجاح للتحرك الطلابي مرهون بقدرة قادتها علي تجاوز الانتماء الحزبي، رغم ان التجاوز الذي تم في انتفاضة 1946 كان تجاوزًا مؤقتًا، فإنه في كل الأحوال أجبر القيادات الحزبية علي احترام التحالفات الطلابية، كما أجبر الأحزاب القائمة علي تعديل برامجها السياسية، وتبني سياسات جديدة.
كما أشار الكتاب، إلى أن انتفاضة 1946 التي تمت في إطار شبه ليبرالي من الناحية السياسية، ورغم ما تعرضت له من تخريب، تمتعت بمميزات لم تتوافر للحركات الطلابية التي حدثت بعد عام 1952 مثل حركات أعوام (1954-1968-1972-1984-1991)، حيث أن هذه التجارب والحركات الطلابية راحت ضحية لقمع النظام الذي لم يتمتع بسعة الصدر التي تمتعت بمميزات بها الأنظمة السياسية قبل الثورة.

يقول الكاتب: "في ظل الأجواء المعبأة اتجهت الأنظار إلى طلاب الجامعات باعتبارهم المفجر الطبيعي لآية انتفاضة يتوقع حدوثها وبدأت القوى السياسية تستعد لافتتاح الجامعات، وامتلأت الشوارع في القاهرة والمدن الكبرى بكتابات على الجدران مضمونها "يا شباب 1945.. كن كشباب 1919"، بل إن الطلاب أنفسهم لم ينتظروا حتى افتتاح الجامعات فقد شهدت الأيام التي سبقت افتتاح الجامعة عدة اجتماعات طلابية دعا الطلاب فيها إلى تكوين جبهة واسعة للكفاح ضد الاستعمار ودعوا إلى توحيد أسلوب النشاط السياسي وأهدافه.
وأضاف: "كانت قيادة المنظمة الشيوعية تعتقد أن الجامعات ستتفجر بالثورة فور بدء العام الدراسي في 6 أكتوبر 1945 ووزعت بيانات تعبر عن ذلك، وبلغ من ثقتها في وقوع الانفجار المرتقب أن أصدرت فى 5 أكتوبر منشورا موجها إلى جنود الجيش والبوليس تقول لهم فيه: إنهم جزء من القوى الوطنية المعادية للاستعمار ويجب ألا يسمحوا لأنفسهم بأن يستخدموا".
وعن تواجد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في اجتماعات التحضير للانتفاضة الطلابية يقول الكاتب: "والملاحظة الجديرة بالانتباه هنا هي حرص طلاب الإخوان المسلمين على المشاركة فى هذه الانتخابات، بمختلف إجراءاتها، وهو الأمر الذى يرده الباحث الروسي سيرانيان إلى سببين رئيسيين، الأول هو رغبتهم فى التعاون مع الحكومة واطلاعها على نشاط اللجنة، أما الثاني فهو تخريب الحركة الطلابية من الداخل، ولما كانت نتائج الانتخابات لا تنسجم مع تطلعاتهم في السيطرة على الحركة فقد حاولوا التقليل من شأنها أمام الطلاب".
وحول يوم الانتفاضة يقول مؤلف الكتاب: "بعد أن انتهت إجازة نصف العام، دعا الطلاب أعضاء اللجنة التنفيذية العليا إلى عقد مؤتمر عام يوم 9 فبراير، بساحة الجامعة حول النصب التذكارى لإعلان مطالبهم إلى رئيس ديوان الملك، وكانت تتلخص فى مطالبة الحكومة المصرية برفض الرد البريطاني رفضا قويا وعدم الدخول في مفاوضات مع بريطانيا إلا بعد إصدارها تصريح رسمى تعترف فيه بحق مصر فى الجلاء ووحدة وادى النيل، وسحب عبد الحميد بدوى باشا من وفد مصر فى عصبة الأمم، لما أصدره من تصريحات لا تعبر عن رغبة البلاد بل تضر بالقضية المصرية، وعقب ذلك المؤتمر بدأ الطلاب مسيرة سلمية إلى قصر عابدين تعبر عن إصرارهم على تحقيق مطالبهم، وكانت المظاهرة أعظم مظاهرة عرفتها مصر وتمثلت فيها روح المحافظة على النظام وعبرت شارع الجامعة إلى ميدان الجيزة ثم إلى كوبرى عباس، وما أن توسطت المظاهرة الكوبرى حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبرى وبدأ الاعتداء على الطلبة بواسطة فرقة الباشا التي رأسها اللواء سليم زكى، وبسبب هذا الأسلوب في التعامل مع المظاهرة أخذت حادثة كوبرى عباس من الشهرة الكثير، وبتعبير عبد الرحمن الرافعى فقد بالغ الرواة في تصويرها، ودائما تثار حولها العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام خاصة حول عدد القتلى والجرحى، ويبدو أن أصدق التقديرات حول الحادث هى التى توصل إليها عبد الرحمن الرافعي الذي قدر عدد الجرحى بأربعة وثمانين جريحًا أصيبوا إصابات بالغة وأكد الرافعى أنه لم يقتل أحد".
أحمد عبد الله رزة يوثق تاريخ الحركة ونضالها في «الطلبة والسياسة»
في كتابه "الطلبة والسياسة في مصر"، يرصد أحمد عبد الله رزة، أحد قادة الحركة الطلابية في السبعينيات، الأوضاع داخل مصر منذ عام 1923، والأوضاع التعليمية والاجتماعية والنظام السياسي والقوى السياسية داخل مصر، بالإضافة إلى النشاط السياسي للطلاب، كما يستعرض انتفاضات الطلبة المتعاقبة، بداية من انتفاضة 1935.
يقول رزة عن انتفاضة 1935: "في 9 نوفمبر 1935 أعلن سير صامويل هور في دار بلدية لندن، أنه برغم اعتراف بريطانيا بأن دستور 1930قد ثبت عدم شعبيته، فإنها تنظر إلى دستور 1923 باعتباره غير صالح للتطبيق، ونتيجة لذلك، أصبحت حكومة نسيم - نظرًا لاعتمادها على تأييد بريطانيا - في موقف حرج إزاء الرفض الشعبي للموقف البريطاني، كما فقدت في هذا المأزق مساندة الوفد الذي اتهمها قادته بأنها مجرد مكتب ملحق بدار المندوب السامي.

تصريح «هور» يثير غضب طلاب مصر.. والنحاس يدعو لعدم التعاون مع البريطانيين واستقالة الحكومة
وغير تصريح هور المناخ السياسى فى مصر، فجاء برهانا جديدا على الهيمنة البريطانية، الأمر الذي أثار حنق طلاب البلاد فأدى إلى إيقاظ ردود أفعالهم بصورة أكبر من أن تفسر فقط بما احتواه التصريح من مفاهيم دستورية خالصة، وبدأ الطلاب في تنظيم أنفسهم، وذهبوا إلى مقار الأحزاب السياسية المختلفة لبحث الأمر، وفى 13 نوفمبر 1935 ألقى مصطفى النحاس باشا خطابًا عاما دعا فيه إلى عدم التعاون مع البريطانيين، وطالب مرة أخرى باستقالة الوزارة فشجع تصريح الوفد الطلاب على الخروج إلى شوارع القاهرة"
«بشتلى أفندي» يكتب أول تقرير أمني عن الحركة الطلابية في مصر .
وتابع: "في أول تقرير أمني يكتب عن الحركة الطلابية في مصر - وإن كان كتب باللغة الإنجليزية - بواسطة بشتلى أفندي من القسم المخصوص بوزارة الداخلية، جاء حول هذه الأحداث ما يلى: في الثالث عشر من نوفمبر سار حوالی ۲۰۰۰ من الطلاب من الجامعة بالجيزة إلى القاهرة مهددين متوعدين، وأبدى الطلاب روح التشدد والتهور، والعدوانية، وكان التعامل معهم أكثر صعوبة من ذي قبل، واستمرت المظاهرات فيما تلا ذلك من أيام، وعلى نطاق أوسع في القاهرة وغيرها من المدن".
ويستكمل حديثه عن تحركات الطلبة: وفي 14 نوفمبر اصطدمت مظاهرة من طلاب الجامعة - قدر عدد المشتركين فيها بحوالي أربعة آلاف - بقوة من البوليس يقودها بعض الكونستابلات البريطانيين على كوبرى عباس، الذي يربط الجامعة بوسط القاهرة، وأصيب محمد عبد المجيد مرسى الطالب بكلية الزراعة برصاص البوليس واستشهد، وأصيب متظاهر ثان وهو طالب بكلية الآداب يدعى محمد عبد الحكم الجراحي إصابة خطيرة، واستشهد في المستشفى بعدها بأيام قليلة حيث تحولت جنازته إلى مظاهرة وطنية وصفها تقرير بشتلي أفندى على النحو التالي:

«عندما يموت أحد المتظاهرين، تكون المشكلة الكبرى أمام السلطات هي أن تنتهى الجنازة بأقل قدر ممكن من الاضطرابات، ونجح البوليس في تفادي القلاقل الخطيرة في كل الحالات عدا حالة واحدة، وهذا الاستثناء الوحيد هو حالة محمد عبد الحكم الجراحي، الذي توفى 19 نوفمبر كان الفقيد يمت بصلة قرابة إلى ضابط بالحرس الملكي، وفي بادئ الأمر أخفى طلبة الطب الجثمان في المستشفى ورفضوا الإفصاح عن مكانه، حتى أعطيت التأكيدات بأنه سوف يسمح بخروج جنازة شعبية، واشترك جمع غفير في الجنازة، التي خرجت مساء نفس اليوم، وعومل الفقيد معاملة بطل وطني، ورافق زعماء سياسيون - مثل النحاس، وصدقى، ومحمد محمود وآخرون - مسيرة الجنازة لقدر من المسافة".
أما عن انتفاضة 1946 يقول رزة: " وفي ديسمبر عقد اجتماع ضم ممثلى كل من تكتلات الحركة الطلابية في محاولة لتوحيد الحركة، وتم انتخاب لجنة تنفيذية من مؤيدي الوفد. وفي 26 يناير 1946 ضم الطلاب صفوفهم للقيام بعمل موحد، يدفعهم الغضب من رد بريطانيا المائع على مذكرة الحكومة المصرية. حيث أضرب طلاب كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عن الطعام داخل كليتهم، وأصدر اتحاد خريجي الجامعة بيان احتجاج، وتلا ذلك سلسلة من الاجتماعات في العديد من الكليات والمعاهد والمدارس. وعقد اجتماع جماهيرى بمقر جمعية الشبان المسلمين، أصدر قرارًا بتنظيم مسيرة في 9 فبراير، وتقديم مذكرة إلى القصر تدعو إلى وقف المفاوضات مع بريطانيا وإلغاء معاهدة 1936، ورفض أي معاهدة دفاع مع بريطانيا".
وتابع: "أصبح يوم التاسع من فبراير 1946يوما بارزا في تاريخ الحركة الطلابية المصرية إذ اندفع آلاف من طلاب المدارس الثانوية بالقاهرة إلى الحرم الجامعي، حيث كان هناك حشد ضخم من الطلاب يستعدون للخروج في مسيرة وألقى في الحشد عدد من الخطب الحماسية، كما اختيرت مجموعةمن الطلاب للحفاظ على النظام أثناء المسيرة.
واتجه المتظاهرون إلى المدينة عبر الطريق المعتاد، قاصدين عبور النيل بواسطة كوبرى عباس وعندما وصلوا إلى الكوبرى إذا بهم يجدون الكوبرى مفتوحا، فنجح عدد من الطلاب في إغلاقه مرة أخرى، وبدأ المتظاهرون في العبور إلا أن البوليس أصر على فتحه مرة ثانية بينما كان الطلاب لا يزالون يعبرون الكوبرى، ما شطر المسيرة إلى قسمين، الأمر الذى تسبب في حالة من الهلع، فسقط عدد من الطلاب في النهر. وتعددت التقديرات حول عدد الجرحى. ويبدو أن أجدر هذه التقديرات بالتصديق هو تقدير المؤرخ عبد الرحمن الرافعي، الذي يقدر - بعد بحث مستفيض - أن أربعة وثمانين قد جرحوا بينما لم يقتل أحد".
وخرجت مظاهرات متفرقة في نفس اليوم، وفى الأيام التالية في الإسكندرية ومدن أخرى بالدلتا، وأصبحت كلية الطب في القاهرة محط الأنظار في ذلك المساء، حيث عقد الطلاب اجتماعات مستمرة داخلها، وفي 10 فبراير ذهب الملك إلى الجامعة، كما كان مقررا من قبل لافتتاح قسم جديد من المدينة الجامعية، وعلى الرغم من الاستقبال البارد الذي لقی إلا أنه دعا قيادات الطلاب إلى القصر، وفى اليوم التالي خرجت مظاهرة بقيادة مصطفى مؤمن - في حماية البوليس هذه المرة - واتجهت إلى القصر. وقد حاول الملك إظهار عدم رضاه عن تصرف الحكومة ضد الطلاب، وألمح إلى اعتزامه عزل النقراشى باشا رئيس الوزراء.
ويضيف رزة: "أن اللجنة الوطنية للعمال والطلبة أصدرت بيانًا جاء فيه: "قررت نقابات عمال القطر المصرى وطلبة الجامعات المصرية والأزهر، والمعاهد العليا والمدارس الخصوصية والثانوية أن يكون يوم الخميس 21 فبراير 1946 يوم الجلاء، يوم إضراب عام لجميع هيئات الشعب وطوائفه، وأنه يوم يقظة عامة للشعب المصرى، يؤكد فيها أنه لن يقبل أي انحراف أو تهاون في حقه في الاستقلال والحرية، إن جلال هذا اليوم ليهيب بنا جميعًا ألا ننحرف بقضيتنا المقدسة إلى شغب أو تخريب أو إخلال بالأمن العام، يوم استئناف للحركة الوطنية المقدسة التى تشترك فيها عناصر الشعب المصرى ملتفة حول حقها فى الاستقلال التام والحرية الشاملة.. يوم إشعار المستعمر البريطاني، والعالم الخارجي أجمع، أن الشعب المصرى أعد عدته للكفاح الإيجابي حتى ينجلى كابوس الاستعمار الذي ظل جائمًا على صدورنا منذ 64 عاما.
وتابع البيان: "يوم هو وثيقة في أيدى المفاوضين المصريين يقدمونها دليلاً للمستعمر على أن الشعب المصرى مصمم على ألا يتخلى لحظة واحدة عن الجلاء عن مصر والسودان، يوم تتعطل فيه المرافق العامة ووسائل النقل والمحلات التجارية والعامة، ومعاهد العلم والمصانع في جميع أنحاء القطر، فلنرفع جميعا لواء الوطن عاليا، ولنثبت وحدتنا التي لا تنفصم، عمالا وصناعا، طلبة وتجارا وموظفين. شعبًا متكتلاً يرفع عن نفسه وصمة الذل والاستعباد".
يقول «رزة» إن الاستجابة لهذا البيان كبيرة كانت كبيرة وسريعة، إذ خرجت مظاهرات ضخمة في العديد من المدن، ففى القاهرة تدفق عشرات الآلاف من المواطنين طلابا وغير طلاب إلى قلب المدينة.
«واحة الحنين».. وزير التعليم الأسبق يرصد تحولات الحركة من اعتصام 1972 حتى أحداث يناير
كتاب «واحة الحنين» تأليف الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الأسبق، ويرصد فيه التحولات التى ضربت جذور المجتمع المصرى وشخصياته المتعددة، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى اندلاع أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011، من خلال شخصيات طلابية كانت داخل جامعة القاهرة.

تطرق الكاتب إلى مشاركة الطلاب فى اعتصام جامعة القاهرة فى يناير 1972اعتراضا على تباطؤ الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى قرار شن الحرب على إسرائيل، وتحرير سيناء. كما تحدث عن الانفتاح الذى حول الطالب الماركسى إلى اشتراكى معتدل، ثم شخصية رأسمالية وقيادة بارزة فى الحزب الوطنى الديموقراطى، ويتهرب الطالب الآخر من انتمائه الإخوانى خوفا من البطش الحكومى، قبل أن يفتخر فيما بعد بانتمائه الإخوانى، ومؤازرته للجماعة، وغيرها من التحولات فى شخصيات مركبة، تجمع داخلها كل ما هو متناقض ومتصارع.

ويشير الكاتب إلى أن 25 يناير 2011 أظهرت الوحدة بين المصريين ولكن سرعان ما يتضح فيما بعد كم الفرقة والتباعد بينهم، وهو ما دعا الكاتب إلى تخيل أن أصدقاء وقيادات الحركة الطلابية يلتقون وقد صاروا كبارا فى فندق شهير بمكان هادئ وساحر بواحة اسمها «واحة الحنين» للاحتفال بمرور 40 عاما وقت صدور الكتاب على اعتصام يناير 1972وكيف صمدوا حينها ودفعوا الثمن من أجل مصر.