أعرب الاتحاد الأوروبي عن استيائه الشديد من خطاب ألقاه نائب الرئيس الأمريكي السابق، جيه دي فانس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم الجمعة، واصفًا إياه بأنه يحمل إيحاءات بأن الولايات المتحدة تحاول "إثارة عراك" مع دول الاتحاد.
ويأتي هذا الانتقاد في ظل تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين المقربين، وتعبير مسؤولين أوروبيين عن قلقهم من طبيعة المكالمات الهاتفية التي يجريها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "إن بي سي نيوز"، فقد وبخ فانس علنًا زعماء أوروبيين خلال المؤتمر بشأن عدد من القضايا الخلافية، بما في ذلك حرية التعبير، والأمن، وقضية الهجرة غير الشرعية.
وركز فانس في كلمته على التهديد الذي تشكله روسيا على أوروبا والعالم، لكنه أشار إلى أن "التهديد الذي يقلقه أكثر من أي شيء آخر يتعلق بأوروبا نفسها، وليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي". وأضاف: "ما يقلقني هو التهديد الداخلي المتمثل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، والقيم المشتركة مع الولايات المتحدة".
وتوجه فانس بحديثه إلى الزعماء الأوروبيين المشاركين في المؤتمر قائلًا: "لقد سمعت الكثير عما تحتاجون للدفاع عن أنفسكم منه، وبالطبع، هذا مهم. لكن ما بدا أقل وضوحًا بالنسبة لي هو ما الذي تدافعون عنه بالضبط؟"
وزعم فانس أن حرية التعبير تتراجع في الغرب، موضحًا أنه "لا يمكن تحقيق الأمن إذا كنا نخاف من الصوت المعارض". كما أكد على ضرورة فرض قيود على انتشار الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار فانس إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قد يختلف مع الجميع، لكنه منفتح على الحوار". كما أشار إلى أن سياسات قادة أوروبا ساهمت في تفاقم مشكلة المهاجرين في القارة، مؤكدًا أن "البلدان الأوروبية تواجه أزمات كبيرة".
وفي المقابل، كثف الزعماء الأوروبيون خلال المؤتمر انتقاداتهم لتعامل إدارة ترامب مع جهود السلام الدولية. وفي تصريح سبق تعليقات فانس، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تمامًا عن وجهة نظرنا، وهي لا تحترم القواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية".
وأضاف شتاينماير: "علينا أن نقبل ذلك، ويمكننا التعامل معه، لكنني مقتنع بأن هذا الرأي العالمي لا يصب في مصلحة المجتمع الدولي".