الأربعاء 12 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

مطران كركوك الكلدانيّ: نسعى إلى توثيق كنائسنا التاريخيّة والتعريف بها

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن راعي أبرشيّة كركوك والسليمانيّة المطران د. يوسف توما، سعي أبرشيّته إلى توثيق مبانيها التاريخيّة والتراثيّة وأرشفة المعلومات التاريخيّة عنها، ومواصلة العمل من أجل الحفاظ على ما تبقّى من آثارها.

وقال توما عبر منصات التواصل الاجتماعي إنّ أبرشيّته تولي أطلال كنيسة مار طهمزكرد الأثريّة اهتمامًا خاصًّا، وترغب في التنقيب عن آثارها وصيانتها وفق المعايير العالميّة وبالتعاون مع جهات ومنظّمات دوليّة متخصّصة ضمن مشروعها المتكامل لأرشفة كلّ ما يتعلّق بالتراث المسيحيّ في كركوك.

وأشار توما إلى ما تُمثّله كنيسة الشهيد طهمزكرد من أهمّيّة تاريخيّة ودينيّة، قائلًا إنّها «تُعرَف باسم الكنيسة الحمراء-قرمزي كليساي، وإنّ التقليد المسيحيّ يُرجِع التسمية إلى اصطباغ تربتها باللون الأحمر، لارتوائها بدماء الآلاف من الشهداء المسيحيين الذين نالوا إكليل الشهادة في فترة الاضطهاد الأربعينيّ والقرون المسيحيّة الأولى، رافضين جَحْدَ إيمانهم».

وبيَّنَ أنّ مار طهمزكرد الذي تَحمِلُ هذه الكنيسة التاريخيّة اسمَهُ كان حاكمًا باسم الملك الفارسيّ إبّان الاضطهاد الساسانيّ عام 446. 

وأضاف: «من طريف ما يذكره تاريخ شهداء كنيسة المشرق، أنّ طهمزكرد الذي اختاره الملك الفارسيّ يزدجرد ليضطهد المسيحيّين ويكون جلّادهم، قد أبهَرَتهُ شجاعتُهم وتقدُّمهم للشهادة، فاهتدى إلى المسيحيّة واعتنقها، لينال إكليل الشهادة على أيدي جنوده ويصبح قدّيسًا شفيعًا لكنيستنا في كركوك».

وبقيت الكنيسة الحمراء قائمةً منذ أن شيّدها مار مارون مطران كركوك على قبر الشهيد القدّيس مار طهمزكرد قرابة القرن الخامس الميلاديّ حتّى مطلع القرن العشرين.

تفجير الكنيسة
وأعرب توما عن أسفه لخسارة هذه الكنيسة في العام 1916، وفصَّل: «في خلال الحرب العالميّة الأولى، كان جيش الدولة العثمانيّة يستخدم الكنيسة كمخزنٍ للأعتدة والأسلحة، وتسبَّب الصراع المحتدم حينها بين الجيش الإنكليزيّ المُتقدِّم لدخول كركوك والجيش العثمانيّ المُنسحِب منها، في دمارها إثر تفجير الجنود العثمانيّين الكنيسة لئلّا تقع الأسلحة والأعتدة المخزّنة فيها بأيدي الجيش الإنكليزيّ».

وروى توما أنّ «من بين الصور النادرة التي تُخلّد هذه الكنيسة قبل تفجيرها، هي تلك الموجودة في أرشيف مِس بيل، المعروفة لدى العراقيّين بالخاتون، إذ صوَّرت الكنيسة في خلال رحلتها وتجوالها في العراق عام 1911».وسعت أبرشيّة كركوك والسليمانيّة إلى الحفاظ على ما تبقّى من آثار الكنيسة القديمة، فسوَّرتها وحافظت على نظافتها، وشيّدت أُخرى جديدة فوق أطلالها عام 1933، عقب تحوّل أطلالها منذ القرن المنصرم إلى مقبرة للمسيحيّين. 

ويتواصل الاحتفال بالقداديس فيها، خصوصًا في عيد مار طهمزكرد الموافق 25 سبتمبر.

وخَتَم توما بتأكيد حرص الأبرشيّة على المحافظة على كنائسها التاريخيّة وصيانة ما تبقّى من آثارها وأرشفة المعلومات التاريخيّة عنها، لتبقى إرثًا للأجيال المقبلة.