إدراكًا من الحكومة المصرية لأهمية إدخال الرقمنة في شتى مجالات الحياة، عكفت وزارة الزراعة على التحول سريعا إلى التكنولوجيا المتقدمة في مجال الزراعة ورقمنة الخدمات الزراعية، لتكون إحدى محاور التنمية على أرض مصر، ومن ثم الانطلاق نحو زيادة الرقعة الزراعية والإنتاجية من المحاصيل لرفع معدل الصادرات الزراعية التي شهدت ارتفاعات متتالية على مدار السنوات الأخيرة.
وتنوعت الخدمات الرقمية في مجال الزراعة بالتعاون بين وزارتي الزراعة والاتصالات، بهدف تطوير وميكنة الخدمات الزراعية، لذا تم تطوير البوابة المعلوماتية لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وإطلاق الخدمات الرقمية الزراعية على منصة مصر الرقمية، فضلا عن حصر وإدارة أملاك وأصول وزارة الزراعة، وميكنة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، وإصدار كارت الفلاح ويستخدم في أغراض عديدة سواء المعاشات أو التمويل أو دفع أقساط التمويل.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن هناك اهتمامًا كبيرًا باستخدام التكنولوجيا في قطاع الزراعة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تواصل تعزيز هذا الاتجاه بشكل ملحوظ، موضحًا أن إطلاق منصة "مصر الرقمية" يأتي في إطار ميكنة خدمات الوزارة وتيسير الأمور على الفلاحين والمزارعين.
وأضاف "القرش" أن الفلاح كان يأتي للحصول على رخصة أو طلب لإنشاء صوبة أو مزرعة من خلال السفر سواء من صعيد مصر أو شمالها إلى القاهرة لتقديم الطلب ومتابعته ما يشكل عبئًا كبيرًا على المزارع المصري، لكن من خلال منظومة الخدمات، جرى ميكنة أكثر من 20 خدمة التي تمثل أهم القطاعات الرئيسية، مشيرًا إلى أن الدولة تستهدف ميكنة المزيد من الخدمات خلال الفترة المقبلة.
وأكد "القرش"، في تصريحات تليفزيونية: "نسعى أن يحصل الفلاح والمزارع المصري على الخدمات وهو في منزله "أونلاين"، من خلال هاتف محمول عبر تطبيق منصة مصر الرقمية أو بوابة الزراعة، وجميعها أدوات تساعد على الوصول للخدمة وتنفيذها بشكل سريع".
وعن أهمية التحول الرقمي في مجال الزراعة، قال المهندس فادي إبراهيم، خبير التحول الرقمي، إن إدخال الرقمنة للقطاع الزراعي له العديد من المزايا الحيوية، ولعل من أبرزها القضاء على روتين المعاملات الورقية وكذلك سهولة الحصول على المعلومات والبيانات الخاصة بالرقعة الزراعية وإنتاجية المحاصيل، من خلال أبلكيشن يتواصل عن طريقه المزارع والشركات المتخصصة في مجال الزراعي.
وأضاف "إبراهيم" أن ميكنة الخدمات الزراعية وإدخال الرقمنة للمؤسسات المعنية بالزراعة في مصر يأتي ضمن جهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة والتي من شانها الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمزارعين، والنهوض بالقطاع الزراعي الذي يعد أحد الركائز المهمة للتنمية المصرية.
وعلى صعيد متصل، قال المهندس محسن البلتاجي، خبير الاقتصاد الزراعي، إن السمة الأبرز للرقمنة تكمن في القضاء على البيروقراطية وتسهيل الحصول على الخدمات، داعيًا إلى الإسراع في إدخال وتفعيل الخدمات الرقمية في شتى القطاعات المتعلقة بالزراعة المصرية.
ودعا "البلتاجي" إلى الاستفادة من الخبرات الدولية في مجلة الرقمنة الزراعية وإدخال التكنولوجيا في القطاع الزراعي، فالدول الأوروبية سبقت بخطوات في هذا المجال مما مكنها من تحقيق نتائج غير مسبوقة، كما شدد على أهمية تفعيل الإرشاد الزراعي وإدخال التكنولوجيا في هذا المجال الحيوي الذي من شأنه تحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي في مصر.