نُشر مرسوم صادر عن دائرة العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، بموجبه قرر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، استجابة لطلبات ورغبات الرعاة والرهبان والمؤمنين، إدراج القديسة التي أُعلنَت قداستها عام ٢٠١٦ في التقويم الليتورجي. وقد تم تحديد الاحتفال بذكراها الاختيارية في ٥ سبتمبر.
مرَّت تسع سنوات على إعلان قداستها، واثنان وعشرون عاماً على إعلان تطويبها، ورغم ذلك لا يزال الجميع ينادونها "الأم تريزا"، لأن – كما قال البابا فرنسيس خلال مراسم إعلان قداستها في ٤ سبتمبر ٢٠١٦ – قداستها قريبة جداً منا، وحنونة وخصبة لدرجة أننا سنواصل بشكل عفوي مناداتها بـ "الأم". وبسبب التأثير القوي الذي لا تزال روحانية تلك التي وصفت نفسها بأنها "قلم صغير" بين يدي الله تمارسه على ملايين المؤمنين حول العالم، واستجابة لرغبات الأساقفة والكهنة والرهبان والمؤمنين، قرر البابا إدراج اسم القديسة تريزا دي كالكوتا في التقويم الروماني العام. هذا ما أكّده مرسوم نشرته دائرة العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار في ١١ من فبراير، ينصّ على أن يتم الاحتفال بالذكرى الاختيارية للقديسة في ٥ سبتمبر، اليوم الذي وافتها فيه المنية عام ١٩٧٧.
ويتابع المرسوم بعد إدراجها في جوق القديسين عام ٢٠١٦، لا يزال اسم الأم تريزا "يسطع كمصدر رجاء للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن العزاء لآلام الجسد والروح. "من أراد أن يكون كبيرًا فيكم، فليكن لكم خادما". من خلال عيشها الجذري وإعلانها الجريء للإنجيل، تشهد القديسة تريزا دي كالكوتا على كرامة وامتياز الخدمة المتواضعة. وإذ اختارت ألا تكون الأصغر وحسب، بل خادمة للصغار، أصبحت نموذجاً للرحمة وأيقونة حقيقية للسامري الصالح. لقد كانت الرحمة بالنسبة لها في الواقع، "الملح" الذي يُضفي نكهة على كل أعمالها، و"النور" الذي يضيء ظلمات الذين لم يعد لديهم حتى دموع لكي يبكوا على فقرهم ومعاناتهم.
ويضيف المرسوم لقد اخترقت صرخة يسوع على الصليب: "أنا عطشان" أعماق روح تريزا. ومن ثم كرّست حياتها كلها لإرواء عطش يسوع المسيح للحب والنفوس، بخدمته بين أفقر الفقراء. وإذ كانت ممتلئة بمحبة الله، كانت تشع هذه المحبة على الآخرين بالقدر عينه. لذلك، قرر البابا فرنسيس، مستجيباً لطلبات ورغبات الرعاة والرهبان والراهبات وجمعيات المؤمنين، وبالنظر إلى التأثير الذي تمارسه روحانيّة القديسة تريزا دي كالكوتا في مختلف مناطق العالم، إدراج اسم القديسة تريزا دي كالكوتا، البتول، في التقويم الروماني العام، على أن يُحتفل بذكراها الاختيارية في ٥ سبتمبر.
وبالتالي ينبغي إدراج هذه الذكرى الجديدة في جميع التقاويم والكتب الليتورجية الخاصة بالاحتفال بالقداس وليتورجيا الساعات، مع اعتماد النصوص الليتورجية المرفقة بهذا المرسوم، والتي يجب ترجمتها والموافقة عليها ومن ثم نشرها، تحت إشراف المجالس الأسقفية.
إذ وُلدت في ٢٦ أغسطس عام ١٩١٠ في سكوبيه، الواقعة في يوغوسلافيا السابقة. بدأت الأم تريزا رسالتها في كالكوتا عام ١٩٢٩، ولكن بعد أن تركت راهبات لوريتو. في عام ١٩٥٠، أسست رهبنة "مرسلات المحبة"، التي تضم اليوم أكثر من ستة آلاف راهبة ناشطات في ١٣٠ دولة، بدءاً من أكثر الدول فقراً وتخلفاً.
وفي عام ١٩٧٩، حصلت الأم تريزا على جائزة نوبل للسلام، وطلبت أن يُخصص ريع الجائزة للفقراء في الهند. توفيت عام ١٩٩٧ في "مدينتها" كالكوتا. قام القديس يوحنا بولس الثاني، الذي ربطته بها صداقة أخوية، في ١٩ أكتوبر ٢٠٠٣ بإدراجها ضمن صفوف الطوباويين. بينما، أعلنها قديسة البابا فرنسيس، الذي لم يُخفِ يوماً إعجابه وتعبّده لها، خلال احتفال كبير في ساحة القديس بطرس بحضور راهبات وكهنة ومؤمنين من القارات الخمس في ٤ سبتمبر ٢٠١٦. لم يكن ذلك العام عشوائياً، بل كان في ذروة يوبيل الرحمة. وقد كانت الأم تريزا، كما قال البابا في عظته، "موزعة كريمة" لهذه الرحمة طوال حياتها، إذ جعلت نفسها "في جهوزية كاملة لاستقبال والدفاع عن الحياة البشرية، سواء تلك التي لم تولد بعد أو تلك المهملة والمهمّشة"، وانحنت على الأشخاص المنهكين والذين تُركوا ليموتوا على أطراف الطرقات، معترفةً بالكرامة التي وهبها الله لهم. كما رفعت صوتها أمام عظماء الأرض لكي يعترفوا بذنوبهم تجاه الجرائم الناتجة عن الفقر الذي خلقوه بايديه.