في عالم مليء بالضغوط والتوقعات المثالية، تجد الكثير من الأمهات أنفسهن في صراع نفسي بين تربية أطفالهن والسعي لتحقيق الذات، هنا تظهر الحاجة إلى الدعم النفسي، ليس فقط للأطفال، ولكن للأمهات أنفسهن، حيث تؤثر حالتهن النفسية بشكل مباشر على مستقبل أطفالهن، “نيفين عصام”، امرأة مصرية عملت في مجال التسويق منذ عام 2007، لطالما كانت تسعى للتميز في حياتها المهنية، لكن عندما علمت بحملها، وجدت نفسها في مواجهة مشاعر متضاربة من القلق والتوتر.
كان الحمل وما تبعه من تغييرات جسدية ونفسية اختبارًا صعبًا، زاد من إحساسها بالضغط، خاصة مع رغبتها في الحفاظ على توازن بين دورها كأم ومسيرتها المهنية، وبعد محاولات مضنية للجمع بين العمل ورعاية طفلتها، وجدت نيفين نفسها غارقة في مشاعر الذنب والتقصير، مما دفعها لاتخاذ القرار الصعب بالاستقالة من عملها والتفرغ لتربية ابنتها. لكن هذه الاستقالة لم تكن نهاية رحلتها، بل بداية جديدة لاكتشاف، وبعد فترة من التفرغ لرعاية طفلتها، أدركت نيفين أن الأمومة ليست مجرد رعاية جسدية، بل هي رحلة نفسية تحتاج إلى الوعي والفهم العميق.
بدأت بدراسة نفسية الطفل، التربية الإيجابية، وتعديل السلوك، ليس فقط لتربية ابنتها بطريقة سليمة، ولكن أيضًا لمساعدة الأمهات الأخريات على تجاوز تحديات الأمومة دون أن يشعرن بالذنب أو العجز، ولكن خلال رحلتها في دعم الأمهات، أدركت نيفين أمرًا مهمًا أن الأمهات يركزن دائمًا على صحة أطفالهن النفسية، بينما يهملن أنفسهن تمامًا، ومن هنا ولدت فكرتها في تأسيس منصة رقمية لتكون مساحة آمنة لكل أم تبحث عن الدعم، والفهم، والقدرة على التعبير عن مشاعرها دون خوف أو حكم من المجتمع.
تربية الأطفال ليست مجرد تلبية احتياجاتهم الجسدية، بل تتطلب استقرارًا نفسيًا للأم، لأنها الأساس الذي يستمد منه الطفل الأمان والثقة بالنفس، وعندما تعاني الأم من التوتر والضغط، ينعكس ذلك على الطفل في صور مختلفة، مثل “اضطرابات سلوكية، مشاكل في التعبير عن المشاعر، ولشعور بعدم الأمان”، وعلى الجانب الآخر، عندما تتلقى الأم دعماً نفسياً كافياً، تصبح أكثر قدرة على التعامل مع تحديات التربية بهدوء وحكمة، مما ينعكس إيجابيًا على الطفل، ويمنحه بيئة مستقرة تساعده على النمو السليم.
في الماضي، كانت التربية تعتمد على القواعد الصارمة أو العادات المتوارثة، دون مراعاة الجانب النفسي للأطفال. لكن مع تطور العلوم السلوكية، أصبح من الضروري أن تتعلم الأمهات أساليب التربية الحديثة، مثل “التربية الإيجابية، فهم مراحل تطور الطفل، التواصل العاطفي"، وتسعى نيفين من خلال منصتها كسر الحاجز النفسي الذي تعاني منه الكثير من الأمهات، ومساعدتهن على إدراك أن الاهتمام بصحتهن النفسية ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء جيل أكثر توازنًا وسعادة.
تقدم المنصة محتوى متنوعًا يشمل نصائح في التربية، جلسات دعم نفسي، ومساحات للنقاش بين الأمهات لمشاركة تجاربهن والتعلم من بعضهن البعض. فلكل أم قصة نفسية، وتقديرها لذاتها هو الخطوة الأولى نحو تربية طفل سعيد ومستقر نفسيًا.
![IMG_6414](/Upload/libfiles/748/8/813.jpeg)
![IMG_6412](/Upload/libfiles/748/8/814.jpeg)
![IMG_6415](/Upload/libfiles/748/8/815.png)
![IMG_6420](/Upload/libfiles/748/8/816.jpeg)