ترأس المطران جورج أسادوريان، رئيس أبرشية دمشق المارونية، الذبيحة الإلهية يوم الأحد الماضي في كاتدرائية القديس مارون بالعاصمة السورية.
جاء الاحتفال الذي حظي بمشاركة واسعة من المؤمنين، لتجديد الإيمان وإحياء تراث القديس المؤسس، وسط أجواء من الصلاة والتامل
انطلقت المراسم الدينية في الصباح الباكر، حيث زينت الكنيسة بالورود والأضواء احتفاءً بالمناسبة. تضمنت الذبيحة الإلهية تراتيل روحية خاصة بالقديس مار مارون، إلى جانب قراءات من الإنجيل ورموز تُجسد تضحياته ومسيرته النسكية. وألقى المطران أسادوريان عظةً استذكر فيها حياة القديس مارون، مؤكداً على قيم "التواضع والصبر والثبات في الإيمان"، التي جعلت منه رمزاً للوحدة المسيحية في الشرق.
وجّه أسادوريان في كلمته رسالةً دعا فيها إلى "تعزيز الأخوّة بين أبناء الوطن، والتمسك بالأمل رغم التحديات"، مشيراً إلى دور الكنيسة المارونية التاريخي في دعم المجتمع السوري عبر القرون. كما نوه بصمود المؤمنين في دمشق رغم الظروف الصعبة، قائلاً: "الإيمان ينير دروبنا، كما أضاء درب مار مارون من قبل".
شارك في القداس عدد من الكهنة والرهبان، إلى جانب حشد من المصلين من مختلف الأعمار، حيث عبّروا عن فرحتهم بتجمعهم السنوي الذي يجسد استمرارية التراث الماروني. وتخللت الاحتفالات نشاطات اجتماعية بعد القداس، كتوزيع الطعام على المحتاجين، وعقد لقاءات تراثية تسلط الضوء على تاريخ الطائفة.
تُعد الكنيسة المارونية في دمشق إحدى أقدم المراكز الروحية للموارنة في سوريا، حيث تعود جذورها إلى قرون، وقد لعبت دوراً محورياً في الحفاظ على الهوية المسيحية في المنطقة. ويأتي عيد مار مارون كمناسبة سنوية لتجديد الانتماء الروحي والثقافي.
اختُتم الاحتفال بترنيم "يا قديس مارون"، وسط تبادل التهاني بين الحضور. وأعرب المطران أسادوريان عن أمله في أن "تكون ذكرى القديس شعلةً للسلام وتعزيز التعايش في سوريا والعالم".
هكذا، تظل هذه الاحتفالات شاهدةً على إرث حي ينبض بالإيمان والتاريخ، متحدياً الزمن بتجذّره في قلوب المؤمنين.