الثلاثاء 11 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الأردن تحيي عِيد القِدِّيس مارُون شَفِيع الكَنيسَةِ المارُونِيَّة

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحت رعايه  البطريرك  الكردينال مار بشارة بُطرس الرّاعي الكُلِّيّ الطُّوبى، و المطران موسى الحاج راعِي الأبرَشيَّة وأبنائنا اللُّبنانِيِّينَ، قال الوَكيلُ البَطرِيركِيّ للكَنيسة المارونيّة في الأردُن
الخوري جوزف سوَيد  اتقدم  بأحرِّ التّهاني لِتأليف حكومَةٍ على حَسَبِ تَمنِّياتِ مَجلِس البَطارِكة والأساقِفَة، سائِلًا اللهَ أَنْ يُبارِكَنا وَيُثَبِّتَنا جميعًا فِي إِيمانِنا وَتَجَذُّرِنا فِي أَرْضِنا المُبارَكَة، وَجَميعُنا نُجَدِّدُ الوَفاءَ وَالدُّعاءَ لِكَي تَبقَى كَنِيسَتُنا في لبنانَ والأردُنِّ وبلادِ الإنتِشار، شَاهِدَةً لِلحَقِّ وَالنُّورِ، وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُلْهِمَ قادَتَنَا الجُدُد، لِإِخْراجِ لُبْنانَ مِنْ دَوَّامَةِ التَّجاذُبَاتِ، ولا سيَّما بعدَ تَأْلِيفِ الحُكُومَةٍ الّتي نرجو أن تَعْمَلَ لِخَلاصِهِ، وَإِنْقاذِهِ مِمَّا يتخبَّطُ بهِ مِن أَزَماتٍ عَلَى مُستَوَى الوَطَنِ كَكُلّ. وَإِلَى إِخْوَتِنَا اللُّبنانِيّينَ 

 

وفِي لُبْنانَ الحَبِيبِ، نَرْفَعُ القُلوبَ وَالأَكُفَّ سَائِلِينَ اللهَ أَنْ يَمْنَحَهم القُوَّةَ وَالسَّلامَ وَالرَّجَاءَ بَعْدَ خَمْسِينَ سَنَةً مِنَ الحُرُوبِ العَبَثِيَّةِ.
 

وَكَما كانَ القَدِّيسُ مارُونُ أَبًا رُوحِيًّا لِشَعْبِهِ، حامِلًا رِسالَةَ الوَحْدَةِ وَالرَّجَاءِ، فَإِنَّنَا فِي النِّيابَةِ البَطْرِيركِيَّةِ المارُونِيَّةِ فِي الأُرْدُنِّ نُؤَكِّدُ انْتِمَاءَنَا إلىِ هذِهِ الأَرْضِ المُبارَكَةِ، وَانْحِيَازَنَا إلى قِيَمِ الحَقِّ وَالعَدالَةِ والوِئامِ والسّلامِ الّتي أرخاها ملوك هذه المملكة الهاشميَّة، ونُؤَكِّدُ أيضًا على تَشبُّثِنا بِثَوابِتِنَا الإِيمَانِيَّةِ وَالوَطَنِيَّةِ المَشْرِقِيَّةِ – الإِنْطاكِيَّةِ.
 

فَبِاسمِ أَبْنَائِنا اللُّبنانِيِّينَ فِي الأُردُنِّ، نَرفَعُ الدُّعَاءَ وَالصَّلَاةَ لِرَبِّ الأَنَامِ، كَي يُوقِفَ لعنة فَبرَكَةِ المُخَطَّطَاتِ الرَّامِيَةِ إِلَى تَفْرِيغِ الأَرْضِ مِن شَعوبِهَا، فَهَذِهِ المُخَطَّطات لَنْ تَجْلِبَ السَّلَام وَلَا الإستِقرَارَ لِشَرقِنا، بَل سَتُعَمِّقُ الجِرَاحَ وَتَزِيدُ المَآسِيَ.
كلُّنا نَتَغَنّى اليَومَ بالسَّلامِ، وَكُلُّنا نُرِيدُ أَنْ نُعِيدَ لِلمُـتعَبينَ والمَضنُوكِينَ وَالبُؤَساء والمُحتاجِينَ والمَرضَى والمُثقَلِينَ بالدُيُون والمُصابين والأسرَى بعضًا مِن كَرامَتِهِم، وَنريدُ أَيضًا لِكُلِّ مَنْ سَكَنَ هذه الأَرْضَ المقَدَّسة وَتَبَارَكَ بِمائِها وهَوائِها وترابِها، أن يبقَى فيها كَقيمَةٍ مُضَافَةٍ. فَالقُدسُ لَيسَتْ لِلْبَيْعِ، وغزّةُ لَيسَت للبَيع، وجنوب لبنانَ لَيس للبَيع، وَمُقَدَّسَاتُنا لَيسَتْ وَرَقَةَ تَفَاوُضٍ. قُرانا وأراضينا وبيوتنا وساحاتنا هيَ أمانةٌ في أعناقِنا، وقَد أوكِلَت إلَينا لِنَصُونهَا، وقَد وَرِثناهَا عَن أجدادِنا لنُحافِظَ عَليهَا.
في هَذِهِ المُنَاسَبَةِ الرُّوحِيَّةِ الَّتِي نَعِيشُهَا كَمَوَارِنَةٍ فِي أَرْضِ الأُردُنِّ، نُؤَكِّدُ مَعَ أَبِينَا البَطرِيَرك وَكُلّ رُؤساء الكَنائِس، تَمَسُّكَنَا بِالوِصَايَةِ الهَاشِمِيَّةِ الرَّشِيدَةِ عَلَى المُقَدَّسَاتِ فِي القُدسِ، هَذِهِ الوِصَايَةُ الَّتِي كَانَتْ وَسَتَبْقَى بِحُضُورِهَا وَعِنَايَتِهَا تُرْخِي ثَقَافَةَ السَّلَامِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ الوَاحِدَةِ. وَنَرْغَبُ بأَنْ نَكُونَ أَدَاةَ حُبٍّ وَوِئَامٍ، وَرِسَالَةَ خَيْرٍ وَسَلَامٍ، في هذه المنطقة، وَنُطْلِقُ صَرْخَةً يُوحَنَّوِيَّةً – أردُنيَّةً – لُبنانِيَّةً مُوَحَّدة، تَدْعُو لِلحِفَاظِ عَلَى وَجْهِ مَشرِقِنا بَهِيًّا نَقِيًّا سَامِيًا،

ونقِفُ جنبًا إلى جنبٍ مع جلالةِ الملكِ عبداللَّه الثَّاني بنِ الحُسين ، وحكومَته المُوَقَّرة والأجهزة الأمنيّة، داعِمينَ جُهودَه المباركةَ في الدّفاعِ عن الحقُوقِ الإنسانِيَّة، وحمايةِ الهويّة والأَرضِ المقَدَّسَةِ، وصَونِ سيادَةِ الأردُنِّ واستقرارِهِ، متضامنينَ مع شعبِه في مسيرةِ العزَّةِ والكرامَة.
في الأمسِ البعيد، تأمَّلَ المسيحُ أورشليمَ بعينِ المحبَّةِ والحكمةِ، وتألَّمَ لِأنَّها لم تُدرِكْ فُرصةَ النِّعمةِ وزمنَ السَّلامِ. فَالرَّبُّ يدعُونا دَائِمًا إلى سُلوكِ دربِ الحقِّ والسَّلامِ، وإلى تَحريرِ الضَّمائرِ مِن قيودِ المَصالِحِ الضَّيقَةِ، لنَكونَ صانِعي خَيرٍ وَبَاعِثي أَمَلٍ في عالَمِنا المُتَعَطِّشِ إلى العَدلِ والمَحبَّة.
ومع الكثيرِ مِن القادَةِ الحُكماءِ، نُنادِي مِن أعماقِ قُلوبِنا بِوَقفِ كُلِّ المَساراتِ والتَّوجُّهاتِ الَّتي تُباعدُ بينَ القلوبِ وتُعمِّقُ الانقِسَامَ، وَنُناشِدُ الجَمِيعَ لِلِتَّلاقِي بِرُوحِ الأُخوَّةِ الإِنسَانِيَّةِ، وَنَعمَلُ معًا لِتَضمِيدِ الجِرَاحِ، وَنَشرِ ثَقافَةِ المَحبَّةِ وَحَضارَةِ الرَّحمَةِ وَالحِوارِ وَالوِئَامِ. فَالعَدلُ أَساسُ السَّلامِ، وَالمَحبَّةُ رُوحُ الحَياةِ، وَالإِنسَانِيَّةُ هِيَ الرَّابِطُ الأَسمَى الَّذِي يُوحِّدُنَا وَيَجمَعُنَا فِي رِحلَةِ العُمرِ.
يا قادةَ العالمِ وصُنَّاعَ القرار، لقد أرادَنا اللهُ عائلةً واحدةً، يجمعُها الإخاءُ والإحترامُ، لا شعوبًا متناحرةً ولا أممًا متصارعة. هذا الشَّرقُ، الَّذِي قدَّستْهُ خُطى الأنبياء، وقَوافِلُ الشُّهداء والقِدِّيسين، ورُفِعَتْ فيه الصَّلواتُ عبرَ الأَزمَانِ، لَيس مَيدَانًا للتَّجاذُباتِ والصِّراعاتِ، بل هُوَ أَرضُ رسالةٍ وسلامٍ، وَنُريدُهُ أَن يَكُونَ وَاحَةَ لِقَاءٍ، وَمَكانًا يُزهرُ فيهِ العدلُ وينمو الرّجاء.
قد أَتَتِ السَّاعةُ ِلنتركَ لغةَ السِّلاحِ، ونَتسلَّحْ بقيَمِ البرِّ، كما دَعانَا الرَّسُولُ بولسُ قائلاً: “ٱلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ، لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا فِي وَجْهِ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ” (أفسس 6: 11). فَالحَربُ لَم تَكُن يَومًا حَلًّا، وَالعُنفُ لا يَبني أَوطَانًا، وِالنِّزاعَاتُ لا تَصنَعُ مستقبلًا، بل تُخلِّفُ مزيدًا من الجراحِ والألمِ.
نُصَلِّي اليَومَ كَي تَنفَتِحَ القُلُوبُ قبلَ العقولِ، فيُدرِكَ القادَةُ:
أنَّ السَّلامَ ليسَ استِسلَامًا، بل قوَّةٌ تُنبِتُ الحياة،
وأنَّ العدلَ ليسَ خيارًا، بل رُكنٌ أساسيٌّ لقيامِ الأوطان،
وأنَّ الإنسانَ ليسَ رقمًا في معادلاتِ السَّياسةِ، بل هُوَ جَوهَرُها، إذ خَلَقَه اللهُ ليَحيا بِكرامةٍ وحرّيَّة.
فلنَلتَقِ على مائدةِ الحوارِ، ولنَضَع حَدًّا لأَصوَاتِ العُنفِ والجنُون.
تَعالَوا نَزرَعْ ثقافةَ المحبَّةِ عِوضًا عن استراتيجيّاتِ الهيمنة، ونَمدَّ الجُسورَ بَدَلَ أن نُشيِّدَ الجُدران، ونَصنعَ معًا شرقًا جديدًا، يَليقُ برسالةِ الأَرضِ المقدَّسةِ وبِشُعوبِها الطَّيِّبة. وَلنُنشِد مَعًا نَشيدَ القِدِّيس فرَنسيس: “يا رَبّ إستَعمِلنا لِسَلامِكَ”…