أثار خبر وفاة الأمير كريم الحسيني آغا خان الرابع الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية ودفنه في أسوان مصر اهتمامًا واسعًا خاصة أن هذا الحدث يسلط الضوء على دوره الروحي والتنموي بالإضافة إلى العلاقة التاريخية التي تربط الطائفة الإسماعيلية بمصر،فمن هو الآغا خان الرابع؟ وما دوره في قيادة الطائفة الإسماعيلية ومشروعات التنمية حول العالم؟
ولد الأمير كريم الحسيني آغا خان الرابع في 13 ديسمبر 1936 في جنيف سويسرا وهو الابن الأكبر للأمير علي خان بعد وفاة جده الآغا خان الثالث عام 1957 وتولى كريم الحسيني زعامة الطائفة الإسماعيلية النزارية وهو في العشرين من عمره ليصبح الإمام التاسع والأربعين للطائفة.
وكان يحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية ومنح الجنسية الفخرية الكندية عام 2010 وعلى مدار أكثر من ستة عقود كما ركز على تحسين حياة أتباعه والمجتمعات الفقيرة في جميع أنحاء العالم ليس فقط كزعيم ديني ولكن أيضًا كقائد تنموي عالمي ،كما أسس الآغا خان الرابع شبكة آغا خان للتنمية (AKDN) عام 1967 وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في الدول النامية لتوظف أكثر من 80 ألف شخص وتدير مشاريع في أكثر من 30 دولة تركز على التعليم الصحة البنية التحتية والثقافة.
ومن أبرز إنجازاته هى بناء المدارس والجامعات في آسيا وإفريقيا، مثل جامعة الآغا خان في باكستان وشرق إفريقيا و تطوير المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدمات طبية عالية الجودة في المجتمعات الفقيرة ودعم مشروعات الطاقة النظيفة وتوفير الكهرباء للمناطق الريفية والحفاظ على الإرث الثقافي من خلال ترميم المواقع التاريخية.
تعتبر الطائفة الإسماعيلية إحدى فروع المذهب الشيعي وتعود جذورها إلى القرن الثامن الميلادي يبلغ عدد أتباعها حوالي 15 مليون شخص ،موزعين في آسيا الوسطي والشرق الأوسط وأفريقيا وترتبط الطائفة بمصر منذ عهد الدولة الفاطمية حيث أسس الإمام حسن الصباح الطائفة تكريمًا لنزار بن المستنصر بالله الخليفة الفاطمي ومنذ ذلك الحين ساهم الإسماعيليون في مشاريع ثقافية وتنموية في مصر مثل: مشروع حديقة الأزهر الذي يعد أحد أهم المساحات الخضراء في القاهرة بالاضافة الى ترميم المساجد والمباني التاريخية مثل مسجد الأمير آق سنقر ومجمع خاير بيك.
وكان قد اختيار الآغا خان أن يدفن أسوان كمكان ،لم يكن مصادفة بل هو امتداد لعلاقة عائلته الطويلة بهذه المدينة حيث كان جده الآغا خان الثالث قد بنى ضريحه في أسوان بعد أن تعافى من مرضه هناك بفضل الرمال الدافئة ولذلك كان من الطبيعي أن يدفن الآغا خان الرابع بجواره تكريمًا لهذا الارتباط التاريخي ،وبعد وفاة الآغا خان الرابع تم تعيين ابنه الأمير رحيم الحسيني خلفًا له ليصبح الإمام الخمسين للطائفة الإسماعيلية وفقًا لوصية والده يحمل لقب آغا خان تاريخًا طويلًا حيث منحه ملك فارس لعائلة الحسيني في القرن التاسع عشر.
رحيل الآغا خان الرابع يمثل نهاية عهد طويل من القيادة الروحية والتنموية للطائفة الإسماعيلية لكنه أيضًا يفتح فصلًا جديدًا مع قيادة الآغا خان الخامس وبينما يستمرأتباع الطائفة في العالم بالتمسك بمبادئهم الروحية تواصل شبكة آغا خان للتنمية أعمالها الإنسانية مما يعكس إرثًا مستدامًا من العمل الخيري والتنموي.