أكدت الدكتورة سهام عزالدين جبريل، عضو المجلس القومى للمرأة وعضو البرلمان سابقا، أن للمرأة محور أساسى في بناء المجتمعات، ليس فقط من خلال دورها في الأسرة، ولكن أيضًا عبر مساهمتها في نشر الوعي وتعزيز الثقافة والمعرفة، مشيرة إلي أن المرأة، بصفتها المربية الاولى من خلال أدوارها المتعددة سواء أمًا، معلمة، كاتبة، إعلامية، وقائدة، تمتلك قدرة هائلة على التأثير في العقول وترسيخ القيم الصحيحة، مما يجعلها عنصرًا رئيسيًا في نصر الوعي داخل المجتمع.
وأضافت «جبريل»، في تصريح خاص لــ" البوابة نيوز" ، أن المرأة خاصة الأم تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل وعي الأجيال الجديدة. فهي التي تغرس في الأطفال مبادئ التفكير النقدي، وتعزز لديهم القيم الأخلاقية، وتحفزهم على اكتساب المعرفة والبحث عن الحقيقة. كما أن دورها لا يقتصر على التربية الأسرية، بل يمتد إلى التعليم، حيث تقوم المعلمات بدور حيوي في توجيه الطلاب نحو الفهم العميق للواقع، بعيدًا عن التضليل والخرافات.
وأوضحت، أن المرأة ساهمت بشكل كبير في مجالات الصحافة، الأدب، والفنون، مما جعلها صوتًا مؤثرًا في تشكيل وعي الجماهير. من خلال مقالاتها وبرامجها وكتبها، تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية مهمة، وتساعد في كشف الحقائق ومحاربة الشائعات، كما أنها تلعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة والطفل، مما يعزز بيئة أكثر وعيًا وإنصافًا، مضيفة أن تشارك المرأة في الجمعيات الخيرية، والمنظمات الحقوقية، والمبادرات التوعوية التي تهدف إلى نشر المعرفة ومكافحة الجهل. سواء من خلال تنظيم حملات التوعية الصحية، أو تعزيز ثقافة القراءة، أو تمكين النساء اقتصادياً وتعليمياً، فإن جهودها تساهم في رفع مستوى الوعي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت «جبريل » إلي أن المرأة مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قادرة على إيصال رسائلها إلى جمهور واسع. فهي تستخدم منصات التواصل لنشر المعرفة، والتصدي للأخبار الزائفة، وتقديم محتوى تعليمي يساهم في رفع الوعي لدى مختلف الفئات، مشددة علي أن دور المرأة في نشر الوعي ليس مجرد دور تكميلي، بل هو عنصر أساسي في نهضة المجتمعات. فمن خلال التربية، والتعليم، والإعلام، والعمل المجتمعي، تستخدم المرأة قدراتها في توجيه الأفراد نحو التفكير السليم واتخاذ القرارات الواعية، مطالبة بضرورة دعم المرأة وتوفير الفرص لها للمشاركة الفعالة في جميع المجالات، لضمان مستقبل أكثر وعيًا وإشراقًا.
شهدت مصر الأحد الماضي ندوة بعنوان " معًا بالوعي نحميها"، برعاية وحضور السيدة انتصار السيسي، حرم رئيس الجمهورية، وتنظيم المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار، جاءت الندوة لتؤكد أهمية الوعي كحجر أساس لتقدم الأمم وحماية المجتمعات من التحديات الفكرية والمخططات الهدامة، كما أن امتلاك المرأة لوعي ثقافي يمكنها فهم وإستيعاب القيم والمعتقدات التي يدين بها مجتمعها، ويتناغم مع قيمها ومبادئها التي تؤمن بها وتترسخ في وجدانياتها.