هناك وجع لا يُشفى، ومشاعر حزن تظل ساكنة في القلب مهما مر الزمن.. جميعنا ذاق مرارة الفراق برحيل صديق، أو فقدان حبيب سرقه الموت على غفلة، أو حتى شخصٍ أحببته وراقبته وهو يبتعد عنك ببطء حتى اختفى.
الفقد بجميع أشكاله، مُر لا يتلاشى، مهما تذوقنا حلاوة الليالي، يظل كـ"ندبة" على القلب، نعيشها بكل ما فيها من ألم وصمت، فقدان أبي، ذلك الشعور الذي يطاردني بنوبات حزن مفاجئة، كأن الفقد يرفض أن يغادرني، وكأن ذاكرتي لا تستطيع التوقف عن استعادة تفاصيل هذا اليوم الذي غيبه فجأة دون سابق إنذار منذ ستة عشر عاما.
فقدان الأب ليس كأي فقد، هو الغياب الذي يترك فراغا لا يملأ، وحزنا لا يترجم بالكلمات، إنه الأمان الذي كنت أجد فيه ملاذي، واليد التي كانت تمتد لتعيدني إلى الحياة كلما تعثرت.
كل العلاقات التي انتهت، كل الأشخاص الذين غادروا، أخذوا معهم جزءًا من روحي، لا أستطيع أن أنسى، ولا أستطيع أن أتجاوز، وكأن الحزن يعيش معي، يأبى أن يتركني رغم المحاولات، ورغم الدموع التي سكبتها في لحظات الوحدة.
إلى حبيبي الغائب الحاضر في كل تفاصيل حياتي: رحلت، لكنك لم ترحل عني، أعيش يومي وأنا أبحث عن ملامحك في كل ما حولي، أشتاق لصوتك، لحضورك، لضحكتك، لحكمتك، أفتقدك في كل لحظة فرح كنت أتمنى أن تشاركني فيها، وفي كل لحظة وجع كنت أحتاجك بجانبي.. سلاما لروحك يا أبي حتى نلتقي.