الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الحكومة توفر 2800 جرعة مجانية من عقار ترايكافتا لعلاج التليف الكيسي.. تحديات يومية تواجه المرضى.. واستشاري أمراض صدرية يوضح الفئة العمرية الأكثر إصابة

ترايكافتا
ترايكافتا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في إطار جهود الدولة المستمرة لتطوير المنظومة الصحية وتوفير أحدث العلاجات للأمراض النادرة، أعلنت الحكومة مؤخرًا عن إطلاق عقار "ترايكافتا" الجيني لأول مرة لعلاج الأطفال المصابين بمرض التليف الكيسي.

جاء هذا الإنجاز نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي. وقد تم تسليم 2800 جرعة من العقار إلى وزارة التعليم العالي في ديسمبر الماضي، ليتم توزيعها مجانًا على المراكز الصحية المتخصصة في جميع المحافظات.

ويعكس هذا الإنجاز التزام الدولة بتوفير أحدث التقنيات العلاجية، وتعزيز جودة الحياة للمرضى، ضمن استراتيجية شاملة تستهدف تحقيق العدالة الصحية وتخفيف معاناة الفئات الأكثر احتياجًا، حيث يمثل "ترايكافتا" بارقة أمل جديدة في علاج مرض التليف الكيسي، ويعزز التزام الدولة بتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا، مما يفتح آفاقًا أرحب أمام المرضى للاستمتاع بحياة طبيعية ومستقرة.

مرض التليف الكيسي وتأثيره على حياة المرضى

الدكتور أحمد ياسين، استشاري الأمراض الصدرية، أوضح في تصريح خاص لـ(البوابة نيوز) أن مرض التليف الكيسي هو اضطراب وراثي نادر يؤثر على الغدد المسؤولة عن إنتاج المخاط والعرق، ما يؤدي إلى تراكم إفرازات لزجة وسميكة في الرئتين والقنوات الهضمية. هذا التراكم يسبب انسداد الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى مشكلات تنفسية خطيرة، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على البنكرياس وعملية الهضم.

وأضاف ياسين أن المرضى يعانون عادةً من التهابات متكررة في الرئتين، وصعوبة في التنفس، ومشكلات تتعلق بسوء التغذية، مما يؤثر بشكل كبير على قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية ويضعف جودة حياتهم.

وأشار إلى أن عقار "ترايكافتا" يُعد علاجًا جينيًا متطورًا يستهدف السبب الجذري للمرض. يعمل العقار على تحسين وظائف بروتين CFTR المعيب، المسؤول عن تراكم المخاط، من خلال تعديل الخلل الجيني، مما يساعد المرضى على تحسين وظائف الجهازين التنفسي والهضمي بشكل ملحوظ.

كما لفت الدكتور ياسين إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على تحسين الأعراض، بل يقلل أيضًا من تكرار دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب المضاعفات. واعتبر أن هذا الدواء يمثل نقلة نوعية في حياة المرضى، حيث يتيح لهم فرصة التمتع بحياة أفضل ومشاركة أكبر في الأنشطة الاجتماعية.

تشخيص المرض في المراحل المبكرة: مفتاح التحسن

أوضح الدكتور ياسين أن التليف الكيسي غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل مبكرة جدًا، إذ يُعتبر الأطفال حديثو الولادة والأطفال في السنوات الأولى من العمر الأكثر عرضة للإصابة. تظهر الأعراض في معظم الحالات خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتشمل صعوبات تنفسية متكررة واضطرابات هضمية. ومع ذلك، قد يتم تشخيص بعض الحالات في مراحل متأخرة إذا كانت الأعراض أقل حدة.

أهمية الفحوصات الدورية للوقاية من المضاعفات

وفي نهاية حديثه، شدد استشاري الأمراض الصدرية على أهمية التشخيص المبكر لتقليل المضاعفات طويلة الأمد للمرض وتحسين جودة حياة المرضى. وأوصى بإجراء فحوصات دورية للأطفال الذين ينتمون إلى أسر لديها تاريخ وراثي للمرض، لتجنب تأخر التشخيص، مؤكدًا أن الكشف المبكر يفتح أبوابًا أوسع للعلاج والوقاية من تطور الحالة.