يوّقع الكاتب والباحث في الإسلام السياسي حسام الحداد، في الخامسة مساء الأربعاء المقبل، أعماله المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ من بينها أحدث إصداراته "العودة إلى التصوف.. التصوف كبديل للإسلام السياسي" و"فقه الليث بن سعد.. إمام المصريين"، الصادران عن مركز "إنسان" للنشر والتوزيع.
في كتاب"العودة إلى التصوف"، يقدم الحداد قراءة تحليلية معمقة لدور التصوف كتيار فكري وروحي في مواجهة التطرف والعنف، الذي ارتبط في بعض تجلياته بالحركات الإسلامية السياسية المعاصرة.
ويرى الحداد أن العالم الإسلامي يعيش اليوم تحولات كبرى انعكست على مسارات الفكر الديني والسياسي، مؤكدًا أن تصاعد أعمال العنف والتطرف دفع المفكرين والباحثين إلى البحث عن بدائل أكثر انسجامًا مع جوهر الإسلام الحقيقي. ويضع التصوف، بتاريخه العريق وقيمه الإنسانية السامية، في مقدمة هذه البدائل.
كما يشير إلى أن التصوف يمتلك مقومات فكرية وروحية تؤهله ليكون نموذجًا يعزز التعايش السلمي، بعيدًا عن مفاهيم العنف والانتقام التي هيمنت على بعض الحركات الإسلامية. كما يناقش الكتاب التحديات التي تواجه التصوف كبديل، لا سيما قدرته على مواجهة التشدد الديني والتأثير في المجالين السياسي والاجتماعي.
أيضا، يعد كتاب "الليث بن سعد" دراسة دقيقة تتناول شخصية الإمام وهو أحد أعلام الفقه الإسلامي الكبار الذين لم ينالوا حقهم الكامل من الاهتمام رغم مكانته العلمية المرموقة وتأثيره البارز في الحياة التشريعية الإسلامية. ويسلط الكتاب الضوء على سيرة الإمام الليث بن سعد، ويستعرض آراءه الفقهية ومنهجه المتميز الذي جعله أحد الأئمة المجتهدين الكبار، معتمدًا على تتبع المرويات المتناثرة في بطون كتب الفقه والسير والتاريخ.
ويشير الحداد إلى التحديات التي واجهها في جمع مادة الكتاب، نظرًا لعدم ترك الإمام مؤلفات مستقلة، ما جعل المهمة أشبه بنبش في ثنايا المراجع التراثية المختلفة.