الأحد 19 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

٢٥-١-٢٥  عيد الشرطة رقم 73

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اسلمي يا مصر إننى الفدا

ذى يدى إن مدت الدنيا يدا

أبدًا لن تستكيني أبدًا

إننى أرجو مع اليوم غدًا

ومعي قلبي وعزمي للجهاد

ولقلبي أنت بعد الدين دين

لك يا مصر السلامة وسلامًا يا بلادي

إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي

وأسلمي فى كل حين

يامصر يا قلب القلب وعشق العشق وروح الفؤاد، فداكى كل عزيز وغالٍ، يتنافس عشاقك وأبناؤك لتقديم أرواحهم في أى لحظة فداء أمنك وأمانك وإستقرارك وسلامة أراضيكى وحيث أننا نعيش في هذه الفترة أجواء إحتفالات الشرطة المصرية ٢٥-١-٢٥ العيد رقم ٧٣ ونحتفل برجال شرطتنا الأبطال الذين أقسموا يوم تخرجهم: (أقسم بالله العظيم أن أحافظ علي النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأرعي سلامة الوطن وأؤدى واجبي بالذمة والصدق) وقد صدقوا ماعاهدوا وأقسموا عليه صدقًا وتفانيًا ووفاءًا، الذين قدموا شهداء ونماذج بطولية تقشعر لها الأبدان وتهتز لها المشاعر والوجدان ويجعلنا في ظل إحتفالاتهم نؤدى لهم التحية ونشكرهم من قلوبنا على ماقدموه من تضحيات كى نحيا في أمن وأمان، ومهما قدمنا لكم من شكر وإمتنان وعرفان لن نوفيكم حقكم ابدا وهناك قول دارج في شوارعنا المصرية (تسلمى ياشدة لإنك تختبري الرجال) وأعتقد بعد ما مررنا به جميعًا منذ بداية ٢٠١١ إلى ٢٠١٣ وما تعرضت له مصر وجهاز شرطتها لأنه كان هدفًا من الأهداف الرئيسية وهى إسقاط الدولة ومؤسساتها وأجهزتها (جيش وشرطة) وإقتحام السجون وحصار المحكمة الدستورية العليا واغتيال النائب العام وحرق المحاكم والاقسام ومقرات أمن الدولة كمخطط اساسي لهدم مصر كدولة نظام ومؤسسات وإستبدالها بدولة مليشيات وتنظيم إرهابي وتقسيمها لدويلات وزرع الطائفية والمذهبية ولكن الله حماها برجالها العظماء وأبطالها وكان الشعب ظهيرهم عندما علم الحقيقة وعاش أصعب فتراته بدون أمن او أمان في ظل إرهاب وترهيب وخوف ورعب ولم يعد آمنًا في نفسه وبلده وأهله وماله وعلم علم اليقين إن دور الشرطة من أخطر الأدوار في الشارع المصري وإن الشعور بالأمن والأمان أهم من أى شيء في الدنيا فأصبح ظهيرهم وسندهم كما هم ظهيره وسنده وكان لزاما علينا أن نعترف بذلك ونقدم الشكر والعرفان والتقدير على كل جهودهم المبذولة وبطولاتهم ونقرأ الفاتحة على أرواح شهدائنا من الشرطة المصرية. وقد تساءل البعض ما سر تاريخ ٢٥يناير؟ ولماذا أصبح العيد الرسمى للشرطة؟

 سر إختيار ذلك اليوم نبدأه بمقوله قالها الجنرال إكس هام قائد القوات البريطانية في منطقة مدن القنال معلقا على شجاعة وبسالة الشرطة المصرية بالإسماعيلية في معركتهم أمام الجيش الإنجليزى: (لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباط وجنود) وذلك بعد معركة ضارية حدثت بينهم وبرغم انها معركة غير متساوية القوى او متكافئة لكن رجال الشرطة تصدوا لآخر لحظة ونفس وكان السبب الرئيسي للمعركة هو تعبير عن رفض الشرطة المصرية لإنذار الجيش الإنجليزى الذي جاء في نصه تسليم السلاح، وإخلاء مبنى المحافظة من كل رجال الشرطة المصرية وكان ذلك الإنذار من توابع أحداث سريعة دامية ونعود لتدرج الأحداث قبل تلك المعركة وكيف بدأت، كانت البداية في تاريخ 8 أكتوبر 1951 حيث قامت الحكومة المصرية والتى كان يمثلها حزب الوفد بقرار إلغاء معاهدة 1936 التى كانت بين مصر والإنجليز والتى جاء فيها: وجب الفرض علي مصر وإلزامها بالدفاع عن المصالح البريطانية وتمركز القوات الإنجليزية في مدن القناة، وكان حزب الوفد هو من قام بالتوقيع علي تلك المعاهدة وبعد قرار إلغاء تلك المعاهدة كانت النتيجة التوتر في العلاقات بين مصر وبريطانيا وإمتناع التجار والموردين عن كافة الإمدادات لمعسكرات الإنجليز بالمواد الغذائية، وإستقال حوالى 41 ألف عامل من معسكرات الإنجليز بمدن القنال وصار الفدائيون يقومون بتنفيذ عمليات بصورة موسعة وكبيرة جدا أحدثت خسائر فادحة في معسكرات الإنجليز وقواتهم، وكلما قام الفدائيون بالتفجيرات يكون رد فعل الجانب البريطانى أبشع وأعنف وأشرس  ويقومون بالهجوم على القري المسالمة والمواطنين الأبرياء ويبطشون بهم شر بطش حتى جاء يوم الجمعة 25 يناير1952 وقام الجنرال (إكس هام) قائد القوات البريطانية في منطقة القنال بإستدعاء ضابط الإتصال المصري وقام بتسليمه إنذار جاء فيه الأوامر بتسليم الشرطة المصرية بالإسماعيلية جميع أسلحتها للقوات البريطانية وإخلاء مبنى المحافظة وإنسحابهم إلى القاهرة وذلك لتأكدهم أنها مركز للفدائيين وإن الشرطة المصرية كانت تقوم بالتسهيل  والتسليح والإمداد للفدائيين وإنهم يقومون بالتستر عليهم داخل الأقسام سواء قبل تنفيذ عملياتهم او بعد تنفيذها  ضد القوات البريطانية وكان رد الشرطة المصرية هو رفض ذلك الإنذار وقام الضابط المسؤول بالإتصال بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا وإبلاغه بماحدث ورفضه الإنذار والذي قام بدوره بتحيتهم وتأييد موقفهم ودعمهم الكامل والتام وطلب منهم الصمود. وفورا جاء رد الجيش البريطانى الغاضب بمحاصرة وقصف مبنى المحافظة بالدبابات والقنابل وكان ضباط وجنود الشرطة البواسل يدافعون عن المبنى وبكل مافيه ومن فيه بإستماته وكان من ضمنهم اليوزباشي صلاح ذوالفقار والنقيب مصطفي رفعت يتصدون للهجمات بمنتهى الشجاعة والبسالة وقام قائدهم بالرد علي الجنرال (إكس هام) قائلا: (لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة) وإستمرت تلك المعركة حوالى 6 ساعات متواصلة رغم عدم تكافؤها او إنعدام الإمداد لقوات الشرطة المصرية فالقوات البريطانية كانت حوالى أكثر من 7 الاف جندى وضابط، والقوات المصرية حوالى 850 ضابط وجندى إلا أنهم إستمروا في المواجهة والتصدى للضربات ورغم خسارتهم المعركة وإستشهاد حوالى 64 شهيد وكان هناك العديد من الأسري والمصابين بالإضافة إلى مدنيين كانوا يدافعون مع القسم. وقامت قوات الإنجليز بعد القبض علي الأحياء المصابين والأسري والمدنيين بسجنهم في منطقة بعيدة جدا في صحراء الإسماعيلية وقاموا بهدم وحرق القري التابعة للمحافظة زاعمين أنها مقرات للفدائيين، ورغم كل ذلك إلا أن القوات الإنجليزية إعترفت أن قوات الشرطة المصرية أذهلتهم وصدمتهم بقوتهم وشجاعتهم وبسالتهم.

وفي عام ٢٠٠٩ تقرر لأول مرة يوم ٢٥يناير يوم عيد للشرطة المصرية وإعتباره إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري وإحتفالًا بهم وبتضحياتهم. وهذا العام نحتفل كشعب مصر العظيم بعيد الشرطة رقم ٧٣.

عيد كل من أستشهدوا من الشرطة المصرية من أبناء مصر منذ ٢٠١١ وحتى اليوم في مكافحة ومحاربة الإرهاب والجريمة ونحتفل بكل رجال الشرطة الذين يحملون أرواحهم على أكفهم كل يوم وكل لحظة لحماية الوطن.

إنه عيد الأمن والأمان على يد أبناء مصر الأبرار الأبطال 

لم ولن ننسي دورهم العظيم أبدا ما حيينا

فقد عادت مصر آمنة بجهودهم وبطولاتهم وشهدائهم.

كل سنة والشرطة المصرية بخير وسعادة وحفظ وحماية من الله

حفظكم الله 

و١٢٠مليون تعظيم سلام 

وتحيا مصر