يعد عيد الغطاس أحد الأعياد التي تمثل جزءًا من التراث المصري العريق، ومع مرور الزمن أصبح جزءًا من الموروث الثقافي الذي يعكس تنوع وتمازج الثقافات في مصر.
ومن بين الفنانين الذين عبروا عن حبهم لهذا العيد، كان الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الذي خصص له مساحة في أعماله الأدبية والفنية.
عيد الغطاس، الذي يحتفل به في التاسع عشر من يناير من كل عام، يمثل مناسبة دينية هامة لدى الأقباط الأرثوذكس، حيث يتم فيه تذكار معمودية المسيح في مياه نهر الأردن.
ولكن ما يميز هذا العيد في مصر هو الطابع الشعبي والاحتفالي الذي يرافقه، خاصة في قرى وريف مصر، حيث يشارك الجميع في احتفالاته بطرق مختلفة، أبرزها "غطس النيل" وهو طقس ديني يؤدى في مياه النيل.
عبد الرحمن الأبنودي، الشاعر الذي يعتبر صوت الشعب المصري، أبدع في تسليط الضوء على هذا العيد من خلال أشعاره ، في العديد من قصائده، وصف الأبنودي تقاليد العيد بأسلوبه الخاص، حيث كان يعتبر عيد الغطاس مناسبة للاحتشاد والفرح الجماعي، ولديه العديد من الأبيات التي تعكس حبه وتقديره لهذا العيد، بل ويصفه بمثابة لحظة "تطهر"للمصريين.
في إحدى قصائده الشهيرة، يقول الأبنودي عن عيد الغطاس: "عيد الغطاس هو يوم النقاء، يوم بيرجع فيه الإنسان لنفسه، يوم للفرحة، لللمة، ولما تفتح بيبان النيل بكل عظمته ".