تعد صناعة السجاد والكليم في مركز ومدينة أخميم بمحافظة سوهاج من أقدم الحرف التقليدية في صعيد مصر، حيث يقدر عمر هذه الصناعة بأكثر من مئات السنين، ومنذ قرون طويلة، أصبحت هذه الصناعة جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة، حيث يعتمد عليها الكثير من الأسر كمصدر رئيسي للرزق، ويمثل السجاد والكليم الأخميمي رمزًا للتميز والفن اليدوي الذي يعكس ثقافة وتراث المنطقة.
تعتبر مدينة أخميم من أبرز مراكز صناعة السجاد والكليم في مصر، حيث تشتهر بخاماتها وجودتها العالية التي جعلتها مطلوبة في السوق المحلية والدولية، وتعتمد صناعة السجاد والكليم في أخميم على النول اليدوي، حيث يتم نسج الخيوط بمهارة عالية لإنتاج قطع سجاد وكليم تتميز بالنقوش الهندسية والزخارف التي تعكس التاريخ العريق للمدينة.
تعتبر الصناعة جزءًا من التراث الثقافي لشعب صعيد مصر، حيث يستخدم فيها خيوط القطن والحرير والصوف، ويتم تلوينها باستخدام الأصباغ الطبيعية التي تمنح المنتجات ألوانًا دافئة ومتنوعة، وتشتهر أخميم بنقوشها الخاصة التي تتميز بها عن غيرها من المدن، مما جعل السجاد والكليم الأخميمي يتمتع بسمعة واسعة.
تاريخ صناعة السجاد والكليم في أخميم
لقد بدأ تاريخ صناعة السجاد والكليم في أخميم منذ العصور الإسلامية، حيث كانت تستخدم في المساجد والمنازل الفاخرة، ومع مرور الزمن، تطورت هذه الصناعة لتصبح من الصناعات اليدوية التي تنتج قطعًا فنية تحمل بصمة خاصة، وقد ساهمت الظروف الجغرافية والبيئية في تميز هذه الصناعة، حيث توافر المواد الخام، بالإضافة إلى المهارة العالية التي يتمتع بها حرفيو المنطقة.
تعتبر صناعة السجاد والكليم في أخميم من الحرف التي ما زالت تتمسك بالأساليب التقليدية رغم التقدم الصناعي الذي شهدته البلاد، ومع ذلك، ورغم التحديات التي تواجه هذه الصناعة، فإنها استطاعت أن تحافظ على مكانتها البارزة في الأسواق المحلية والدولية.
التحديات التي تواجه صناعة السجاد والكليم
رغم الأصالة والتميز الذي تتمتع به صناعة السجاد والكليم في أخميم، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تهدد استمراريتها، والتي من بينها المنافسة مع المنتجات الحديثة، حيث تواجه صناعة السجاد والكليم في أخميم منافسة شديدة من السجاد المصنوع آليًا، الذي يتم إنتاجه بكميات كبيرة وبأسعار أقل، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على السجاد والكليم اليدوي، وكذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج، فتعاني مصانع السجاد والكليم في أخميم من ارتفاع تكاليف المواد الخام والعمالة المدربة، مما يؤثر سلبًا على قدرة المنتجين على التنافس في الأسواق المحلية والدولية.
ومن بين التحديات التي تواجه صناعة السجاد والكليم بمدينة أخميم، قلة التدريب والتأهيل، فعلى الرغم من أن المدينة ما زالت تتمتع بمهارات الحرفيين التقليديين، إلا أن هناك نقصًا في برامج التدريب والتأهيل للأجيال الجديدة، مما قد يؤدي إلى تراجع جودة الصناعة في المستقبل.
الفرص المستقبلية لصناعة السجاد والكليم في أخميم
من رحم المعاناة يولد الأمل، فرغم التحديات التي تواجهها صناعة السجاد والكليم في أخميم، إلا أن هناك فرصًا كبيرة لتحقيق نمو مستدام لهذه الصناعة، ومن أبرز هذه الفرص هي التوسع في الأسواق الخارجية، فيمكن لصناعة السجاد والكليم في أخميم أن تجد أسواقًا جديدة في الخارج، خاصة في دول الخليج العربي وأوروبا، حيث يزداد الطلب على المنتجات اليدوية ذات الجودة العالية، وكذلك التطوير التكنولوجي من خلال دمج بعض التقنيات الحديثة في عملية الإنتاج، يمكن تحسين كفاءة الإنتاج دون التأثير على الجودة، يمكن استخدام بعض الآلات الحديثة في عملية الصباغة والنسيج، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الإنتاجية، ودعم الحكومة والمبادرات المجتمعية، يمكن للحكومة والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا كبيرًا في دعم هذه الصناعة من خلال توفير برامج تدريبية وحوافز مالية لتشجيع الحرفيين على الاستمرار في هذه المهنة.
آراء العاملين في صناعة السجاد والكليم بمدينة أخميم بسوهاج
تتباين آراء العاملين في صناعة السجاد والكليم في مدينة أخميم، لكنهم يشتركون جميعًا في حبهم لهذه الحرفة التي تعتبر جزءًا من هوية مركز ومدينة أخميم، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، من ارتفاع الأسعار ونقص العمالة المدربة، فإنهم لا يزالون متمسكين بتقاليدهم ويحاولون تطوير الصناعة لمواكبة التغيرات في السوق، ومع الدعم المناسب من الحكومة والمجتمع المحلي، قد تتمكن صناعة السجاد والكليم في أخميم من الحفاظ على مكانتها واستمرارها كأحد أبرز الصناعات اليدوية في مصر، فيقول أبو حسين، حرفي في صناعة السجاد، أنا اشتغلت في صناعة السجاد من وأنا صغير، وعملت مع والدي في الورشة هنا في أخميم، والصناعة دي جزء من حياتنا، وما فيش حاجة تساوي متعة إنك تشوف شغلك قدامك قطعة سجاد جميلة، والصعوبات اللي بنواجهها دلوقتي زي ارتفاع أسعار المواد الخام والمنافسة من السجاد المصنوع آليًا، بس لسه بنتمسك بالتقاليد.
ويضيف أبو حسين، الناس هنا في أخميم عندهم إيدين شاطرة، وده بيخلينا نقدر ننافس في السوق، بس المشكلة الكبيرة اللي بنواجهها إن الشباب مش عايز يشتغل في الحرف دي، ولا فيه تدريب كافي للأجيال الجديدة، وده بيسبب مشكلة في المستقبل لو ما اهتمناش.
سعاد علي، عاملة نسج في مصنع سجاد، تلتقط أطراف الحديث، أنا اشتغلت في صناعة الكليم من أكثر من 15 سنة، والصناعة دي بتعني لي كتير، وهي مصدر رزقنا الأساسي في البيت، ولكن للأسف، مع مرور الوقت، بقى عندنا مشاكل في البيع لأن في منافسة كبيرة من السجاد الآلي المستورد اللي بيكون أرخص، وفي وقت من الأوقات كنا نبيع بسهولة، لكن دلوقتي لازم نعمل جهد أكبر عشان نبيع القطع دي، والحرفية والجودة هي اللي بتخلي السجاد والكليم الأخميمي مميز، بس الناس مش فاهمة ده أو مش مقدرة قيمة المنتج اليدوي.
من عاملة النسج للحاج محمود الصعيدي، صاحب ورشة سجاد، يقول الصعيدي، العمل في صناعة السجاد في أخميم مش سهل، وبالذات في السنوات الأخيرة، وتكلفة الخامات زادت بشكل كبير، وكمان في نقص في العمالة المدربة، والشباب مش بيحبوا يتعلموا الحرف اليدوية دي، بيشوفوا إنها شغل قديم، وبيفضلوا يشتغلوا في حاجات تانية، وأنا بواجه صعوبة في إيجاد عمالة ماهرة، بس لازم نتمسك بالصناعة دي لأنها جزء من تراثنا، وفي الفترة الأخيرة بدأنا نحاول نطور شغلنا وندخل بعض التقنيات الحديثة عشان نقدر نواكب العصر، لكن لازم الحكومة تساعدنا في توفير التدريب والتمويل.
ويقول الحاج محمود، صناعة السجاد والكليم في أخميم لها تاريخ طويل، وهي مش مجرد شغلانة وخلاص، دي هواية وفن، والمشكلة الكبيرة اللي بنواجهها هي قلة الطلب في السوق المحلي بسبب السجاد المصنع آليًا، لكن مع ذلك، في ناس لسه بتحب السجاد اليدوي لأنه بيحمل لمسة فنية مش موجودة في السجاد الآلي، واحنا هنا في المصنع بنحاول نوسع أسواقنا للخارج، وده ممكن يساعدنا في التوسع وزيادة الطلب، والصناعة دي لو اتدعمت أكتر من الجهات المعنية سواء من خلال تسهيل عملية التصدير أو توفير دعم للأعمال الصغيرة، ممكن نحافظ عليها ونطورها.