قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ثلاثة عروض مسرحية لنوادي المسرح الإقليمي بالفيوم، أقيمت بالمجان على مسرح قصر ثقافة ببا ببني سويف، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة.
العروض شهدتها لجنة التحكيم المكونة من المخرج محمد مرسي، والمخرج محمد الطايع، ومهندس الديكور أحمد نور الدين، وأعقبها عدد من الندوات النقدية، بمشاركة النقاد أحمد خميس، رنا عبد القوي، د. هبة سامي.
"الدب" والتناقضات البشرية
وسهد مسرح القصر عرض "الدب"، لنادي مسرح قصر ثقافة الفيوم، تأليف أنطوان تشيخوف، وإخراج أحمد سيد، بطولة ولاء شعبان، باسم نبيل، مؤيد علاء، وتدور الأحداث حول أرملة شابة أقسمت على الوفاء لذكرى زوجها المتوفي، وبينما هي تجدد عهدها بالإخلاص لشريكها الميت، يصل أحد الدائنين لزوجها، يطالبها بإيفاء الدين المثبت على المتوفى في سندات مالية، لكن الأرملة الشابة تطالبه بالانتظار، فهي لا تملك نقودا تعطيه إياها، لكن الدائن الفظ الطباع يصر على استرداد نقوده على الفور، مما يضعه في مواجهة مع الأرملة الجميلة، التي ما زالت تناجي صورة زوجها المتوفي المعلقة على جدار الصالة، ولكن مع مرور الوقت يبدأ التوتر يتحول إلى شيء أعمق، وفي النهاية تنقلب الأمور ويكتشفون أنهم في الواقع يعشقون بعضهم البعض.
"الدب" مزيج من الكوميديا والدراما، تتعامل مع فكرة التناقضات البشرية، والصراعات التي تنشأ بين الأشخاص في المواقف غير المتوقعة، وتنتهي المسرحية بنهاية مفاجئة حيث يتحول الصراع إلى قصة حب كوميدية، مما يعكس السخرية من العلاقات الإنسانية.
"الوهم".. دعوة للتفكير في كيفية مواجهة الذات
كما قدم عرض "الوهم"، لنادي مسرح قصر ثقافة الفيوم، تأليف مصطفى سعد، وإخراج محمود ياسين، بطولة أحمد حليم ومارينا نبيل، يقدم العرض قصة رجل عجوز يصاب بمرض الوهم بسبب الشعور بالعجز من جانب زوجته صغيرة السن، ويترسخ في مخيلته أن لها عشيقا ويقرر قتلهما، ويناقش العرض فكرة تأثير الوهم على حياة الإنسان وكيف يمكن أن يصبح الوهم أقرب إلى الواقع في عقولنا، تدور الأحداث حول شخصيات تعيش في عالم يبدو ظاهريا طبيعيا ومستقرا، لكنه في الحقيقة مليء بالأسرار، الأكاذيب، والصراعات النفسية.
كما يتناول العرض العلاقات بين الشخصيات، حيث يخدع كل منهم الآخر أو حتى يخدع نفسه، مما يؤدي إلى تصاعد التوتر وكشف الحقائق شيئا فشيئا، وتكشف المسرحية عن هشاشة النفس البشرية عندما تواجه الحقيقة، وتطرح عددا من الأسئلة العميقة حول الفرق بين الحقيقة والوهم، والثمن الذي ندفعه عندما نواجه الحقائق التي حاولنا طويلا الهروب منها، تعد المسرحية دعوة للتفكير في كيفية مواجهة الذات وتقبل الحقيقة مهما كانت قاسية.
إبليس
أعقبه العرض المسرحي الأخير "إبليس" لنادي مسرح مكتبة الفيوم العامة، تأليف محمود جمال الحديني، وإخراج إميل الفنس، بطولة؛ عبد الرحمن حسين، أسامة حسين، حبيبة محمد، ميادة محمد، تقى حسين، وتدور أحداث العرض حول إبليس الذي خلق من نار وكان يتطلع للصعود لمدينة الجمال "الجنة"، وبعد أن صعد بالفعل لم تتغير طبيعته النرجسية "الأنا" فسقط مرة أخرى من حيث أتى.
أقيمت العروض بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم بإدارة سماح دياب.
وتقدم هيئة قصور الثقافة خلال الموسم المسرحي الجديد من تجربة نوادي المسرح، 155 عرضا مجانيا تم اختيارها من قِبل 325 مشروعا، في تجربة هي الأكثر رواجا في تاريخ المسرح المصري، تتيح خلالها هيئة قصور الثقافة الفرصة للشباب لإبراز مواهبهم في المجال المسرحي بإمكانيات بسيطة، مع مراعاة اختيار عروض مسرحية من مختلف المحافظات، بهدف تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور، ومنتج مسرحي يصل إلى المحافظات كافة، تحقيقا لمبدأ العدالة الثقافية.