في قلب حي مصر القديمة، وتحديدًا في كنيسة أبي سيفين، تجد “المغطس” الذي يحمل بين جدرانه تاريخًا عميقًا يعود إلى العصور القديمة.
كان الأقباط في الماضي يمارسون طقسًا خاصًا في عيد الغطاس، حيث كانوا ينزلون في نهر النيل تأسيًا بمشهد نزول المسيح في نهر الأردن ليعتمد من يوحنا المعمدان.
كان هذا الطقس يُعد أحد أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس، ويجسد معنى المعمودية التي تمثل ولادة جديدة في الحياة الروحية.
ومع مرور الزمن وتغير الظروف، أصبح من الصعب ممارسة هذا الطقس على ضفاف النيل، فابتكر الأقباط بديلًا لذلك داخل الكنيسة نفسها، حيث تم إنشاء المغطس في جهة الشمال، قبالة الداخل.
هذا المغطس كان يُستخدم لتبارك المياه قبيل أو بعد قداس عيد الغطاس، حيث يلامس المؤمنون المياه كعلامة على تجديد الحياة الروحية.
اليوم، لم يعد المغطس يُستخدم بشكل يومي كما كان في السابق، لكنه أصبح رمزًا لنهر الأردن، وأداة تذكير بالمعمودية التي تمثل بداية جديدة للحياة الروحية.
في كنيسة أبي سيفين، لا يزال المغطس يذكر الحضور بمعنى العيد ويُبقي في الذاكرة الروحية طقوسًا تحاكي تلك اللحظات العميقة التي شهدت ميلادًا روحيًا في حياة المسيحيين.