صدر مؤخراً كتاب “الصليب والمصلوب عند الأقباط” من تأليف الأب جبرائيل جامبر أرديني الفرنسيسكاني، وبترجمة عبد الملك سامي، ليُقدم إضافة جديدة للمكتبة القبطية في مجال الفن والليتورجيا.
الكتاب يُعالج موضوعين أساسيين: الصليب والمصلوب، ويستعرض مكانة الأول في الفن القبطي، كما يسلط الضوء على كيفية تمثيل المصلوب في هذا السياق، وهو موضوع لم يُعطَ ما يستحقه من اهتمام في الدراسات السابقة.
الكتاب يُبدي اهتماماً خاصاً بنواحي دينية وفنية تتعلق بالصليب، ليس فقط كرمز مسيحي، بل كموضوع محوري في الليتورجيا القبطية والفن.
ومن خلال خمس نقاط أساسية، يتناول الأب جبرائيل أرديني أهم عناصر الصليب في الكنيسة القبطية:
إشارة الصليب: يبدأ الكتاب بدراسة دلالة إشارة الصليب، واستخدامها في الحياة اليومية للقبط.
عيد الصليب: يعرض الكتاب الطقوس والاحتفالات المتعلقة بعيد الصليب وكيفية تكريمه.
الصليب في الفلكلور: يتطرق الكتاب إلى كيفية ظهور الصليب في الفلكلور القبطي وارتباطه بالتراث الشعبي.
لوحة المصلوب في يوم الجمعة العظيمة: يناقش الكتاب الأبعاد الروحية والجمالية لهذا الموضوع الفني الذي يرتبط بيوم الجمعة العظيمة في الكنيسة.
الصلب والمصلوب في الفن القبطي: يعرض الكتاب كيف تم تصوير المصلوب في الفن القبطي، مع التركيز على رمزية هذه الصور في الوجدان المسيحي القبطي.
الكتاب ليس مجرد عرض تقني للفن القبطي، بل هو محاولة لفهم علاقة المؤمن بالصليب والمصلوب، وتأصيلها في الفكر القبطي التقليدي.
الأب جبرائيل أرديني، من خلال هذا العمل، يفتح مجالًا خصبًا للدراسات المستقبلية حول هذا الموضوع، ويشجع الباحثين على التوسع في دراسة العلاقة بين الفن، الروحانيات، والطقوس المسيحية في مصر.
وبالرغم من قلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، إلا أن الكتاب يسلط الضوء على أبعاد جديدة تفتح آفاقًا لفهم أعمق للعلاقة بين الإنسان والفن الديني في الكنيسة القبطية.
تُعد هذه الإضافة إلى المكتبة القبطية مصدرًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالفن القبطي والليتورجيا، وهي دعوة للتأمل في الرمزية الروحية العميقة التي يحملها الصليب والمصلوب في الثقافة المسيحية المصرية.