بلابيصا الغطاس هي طقس تقليدي يرتبط بعيد الغطاس في المجتمعات القبطية، عبارة عن عود قصب يُثبت عليه صليب مصنوع من جريد النخيل المثقوب من الأطراف الأربعة، وفي كل ثقب يُوضع شمعة مشتعلة.
وفي أعلى الصليب يتم تثبيت برتقالة لتكون مركزًا بين الشموع. كان الأطفال في القرى يرفعون هذه الصلبان المضيئة ليملأ النور أرجاء القرية المُظلمة.
أثناء مرور الموكب، كانت الأمهات تُلقي قطع الفشار والسكر والحمص على المارة. كان الموكب ينتقل من دار إلى دار، ومن درب إلى درب، حيث تتلألأ الشموع وتصدح الزغاريد، والناس يغنون ويرنمون.
بعد أن تذوب الشموع، يعود الناس إلى أماكنهم، وتجلس كل مجموعة في ركن لتأكل البرتقال وتستمتع بمص عود القصب، وكأنما هو عيد للقصب بحد ذاته، لا مجرد عيد قبطى للغطاس.
مع دخول الكهرباء إلى القرى، بدأ طقس الشموع في التراجع. كما توقف بعض الحرفيين المسلمين الذين كانوا يصنعون الأقفاص من الجريد عن صنع هذه الصلبان. بالإضافة إلى ذلك، أصبح عود القصب نفسه أقل جودة وأقل متانة.
أما كلمة “بلابيصا”، فهي مشتقة من الكلمة القبطية “بالبوص” التي تعني “العري”، ومنها جاء مصطلح “البلبوص” الذي يُستخدم للإشارة إلى “الشخص العاري”.
ومن المعروف أن الأطفال قبل أن يُعمدوا كانوا يُعرّون، أي يُخلعون ملابسهم ليصبحوا “بلابيصا”.