استضافت دار مطرانية السرياني الأرثوذكسية في حلب مساء اليوم الثلاثاء اجتماعاً مهماً جمع رؤساء الكنائس في حلب مع غونزالو غابرييل فارغاس يوسا، رئيس بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سورية.
جاء اللقاء في وقت حساس، حيث يواجه العديد من اللاجئين السوريين تحديات كبيرة تتعلق بظروف العودة إلى وطنهم بعد سنوات من النزوح بسبب الحرب.
كان الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر حول التطورات السياسية والإنسانية الأخيرة، والتركيز على الموضوع الأهم في ظل المرحلة الحالية، وهو كيفية تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي.
التطورات الأخيرة في سورية وتأثيرها على اللاجئين
وقدم غونزالو غابرييل فارغاس يوسا هلال اللقاء عرضاً موجزاً عن الوضع الحالي في سورية، مشيراً إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تعمل بشكل مستمر على تقييم الظروف الميدانية في مختلف المناطق السورية.
وأوضح أن الوضع الأمني في بعض المناطق شهد تحسناً ملموساً، لكن هناك مناطق أخرى ما زالت تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالأمن والظروف المعيشية الصعبة.
وأكد أن العودة الآمنة للاجئين تتطلب توفير البنية التحتية اللازمة، من خدمات صحية وتعليمية وإعادة بناء المنازل المدمرة، إضافة إلى ضمان حقوقهم الإنسانية.
مشاركة رؤساء الكنائس في الحوار
من جانبهم، عبر رؤساء الكنائس في حلب عن قلقهم العميق تجاه الأوضاع الإنسانية للاجئين، مشيرين إلى التحديات التي تواجه الأسر السورية التي لا تزال في مخيمات اللجوء في دول الجوار.
وناقشوا الدور المهم للكنائس في مساعدة اللاجئين، لا سيما في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي. كما أكدوا ضرورة التعاون بين الجهات الإنسانية الدولية والمحلية لضمان العودة الطوعية للاجئين مع الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم.
وأشار المطران أفرام الثامن، مطران الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حلب، إلى أن الكنيسة لطالما كانت جزءاً من الجهود المبذولة لمساعدة النازحين وتقديم الإغاثة لهم في ظل الظروف الصعبة. وأضاف أن الكنائس المحلية مستعدة لدعم جهود العودة بما يتماشى مع احتياجات المجتمع المسيحي في سورية، الذي كان جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي السوري.
الظروف اللازمة لعودة آمنة
تم التطرق في الاجتماع إلى مجموعة من العوامل الضرورية لضمان عودة اللاجئين بشكل آمن. أبرز تلك العوامل تمثلت في ضمان استقرار الوضع الأمني في المناطق التي من المتوقع أن يعود إليها اللاجئون، إضافة إلى توفير البنية التحتية الأساسية مثل المدارس والمستشفيات، وتقديم حوافز لعودة الشباب والعائلات التي قد تكون مترددة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتابع فارغاس يوسا قائلاً إن المفوضية السامية تواصل التعاون مع الحكومة السورية والجهات الدولية الأخرى لتحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن هناك العديد من البرامج التي تهدف إلى إعادة تأهيل المنازل المدمرة والمرافق العامة، فضلاً عن برامج الدعم المالي للاجئين العائدين.
التحديات المستقبلية وسبل التعاون
في ختام الاجتماع، تم التأكيد على أهمية استمرار الحوار بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الكنائس، والمنظمات الإنسانية، والسلطات المحلية والدولية، لضمان نجاح جهود العودة. كما تم التأكيد على ضرورة العمل المشترك لتوفير فرص عمل للاجئين العائدين ومساعدتهم على إعادة اندماجهم في مجتمعاتهم الأصلية.
وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الكنائس والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بهدف متابعة التطورات عن كثب ووضع استراتيجيات مرنة استجابة لتغيرات الوضع الأمني والإنساني في سورية.
وأعرب الجميع عن أملهم في أن يكون هذا اللقاء نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون والمساعدة التي من شأنها أن تسهم في تحسين الظروف المعيشية للاجئين السوريين في الداخل والخارج، وتوفر لهم فرصاً أفضل للعودة إلى وطنهم بشكل آمن ومستدام.