في حدث فلكي نادر رصدت المحطات الدولية المتخصصة في علوم الفضاء يشهد عشاق الفلك الليلة حدثًا مميزًا حيث يقترب كوكب المريخ من الأرض في ظاهرة فلكية نادرة تعرف باسم الاقتراب الأعظمي، وفي هذا الحدث يكون المريخ في أقرب نقطة له من كوكبنا على مداره الإهليلجي حول الشمس مما يجعله يبدو أكثر سطوعًا وإشراقًا في سماء الليل، لكن هل هناك مخاطر مرتبطة بهذا الاقتراب؟.
يحدث اقتراب المريخ من الأرض كل عامين تقريبًا ولكن ليس كل اقتراب متساويًا في المسافة والليلة ستكون المسافة بين الكوكبين حوالي 62 مليون كيلومتر وهي من المسافات القريبة نسبيًا مما يجعل المريخ يبدو بحجم لافت للعين المجردة ويمنح الفرصة لمحبي الرصد باستخدام التلسكوبات للاستمتاع بتفاصيل سطحه مثل القمم الجليدية والتضاريس البرتقالية المميزة.
وتعد هذه الظاهرة لعلماء الفلك فرصة ذهبية لدراسة الكوكب الأحمر بوضوح أكبر يتم استغلال هذه الأوقات لتوجيه التلسكوبات العملاقة نحو المريخ للحصول على بيانات أدق عن مناخه وتضاريسه، كما يُمكن للمهتمين بالتقاط صور رائعة لسماء الليل.
رغم أن العنوان قد يثير القلق إلا أن اقتراب المريخ من الأرض ليس له أي تأثير سلبي على كوكبنا المسافة لا تزال بعيدة بما يكفي لعدم حدوث اضطرابات جاذبية أو أي تأثير بيئي لذا فإن هذه الظاهرة طبيعية تمامًا ولا تحمل أي خطر.
كما يعد أفضل وقت للرؤية هو بعد غروب الشمس مباشرة، حيث يظهر المريخ كنقطة لامعة مائلة إلى اللون الأحمر في السماء الشرقية ولا حاجة لتلسكوب، إذ يمكن رؤيته بالعين المجردة بسهولة، لكن استخدام التلسكوبات أو الكاميرات يمنحك فرصة للاستمتاع بالتفاصيل.
بالاضافة إلى أن اقتراب المريخ من الأرض هذه الليلة ليس مجرد ظاهرة فلكية رائعة لمراقبي السماء بل هو أيضًا تذكير بمدى اتساع الكون وسحره للاستمتع بمشاهدة الكوكب الأحمر وهو يتألق في السماء واستغل الفرصة لاستكشاف هذا الحدث الذي لا يحدث إلا نادرًا.
