منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، يطالب دونالد ترامب الرئيس المنتخب بضم أراض كندا وجرينلاند التابعة للدنمارك وقناة بنما لبلده، ما يجعله امبراطوريا علي أكبر دولة من حيث المساحة والناتج المحلي الإجمالي وكذلك الجيش، ويزاداد الناتج المحلي الاجمالي للبلاد الي 30 تريليون دولار، حيث يزعم ترامب أن ضم كندا سيحقق التكامل الاقتصادي والجغرافي وتعزيز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة كأمة واحدة.
ورغم أن جميع دعوات ترامب لبسط السيطرة الأمريكية على هذه الأراضي الجديدة تم رفضها من هذه البلدان صاحبة السيادة الا أن ترامب يبدوا مصرا ويهدد باستخدام القوة العسكرية فليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب بهذه الأفكار فقد أعلن رغبته في شراء جرينلاند، عام 2019 خلال ولايته الأولى.
وفي حال تحققت أماني ترامب وتهديداته فتزداد قوة ومساحة الولايات المتحدة الأمريكية بحيث لاينافسها أحد بالأرض فجرينلاند تتمتع بأهمية جيواستراتيجية وبها قاعدة بيتوفيك الفضائية، وهي غنية بالموارد الطبيعية، والهيدروكربونات، أما بالنسبة لقناة بنما، فهي ممر حيوي للتجارة الأمريكية.
وأما عن كندا والتي يسعي ترامب لجعلها الولاية الـ 51 في الولايات المتحدة- فحدث ولا حرج - فكندا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بعد روسيا، بحوالي 9.98 مليون كيلومتر مربع، وأحد أكبر البلدان التجارية وأغناها في العالم وعدد سكانها 41 مليون نسمة، ويحدها 3 محيطات، وتنقسم لـ 10 مقاطعات و3 أقاليم، وتتمتع باحتياطي نفطي ضخم وهي مصدر رئيسي للطاقة والمواد الغذائية والمعادن، فهي ثالث أكبر دولة من حيث احتياطي النفط الخام وتحتوي على حوالي 20% من إجمالي المياه العذبة في العالم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 2.2 تريليون دولار أمريكي ويعتبر الدولار الكندي واحدا من العملات الأكثر استقرارًا في العالم.. وتعد كندا الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 750 مليار دولار سنويا.
وأكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه سيستخدم "القوة الاقتصادية" ضد كندا، التي وصفها بأنها حليف مجاور، حتى تنضم إلى أراضي الولايات المتحدة، فيما لم يستبعد اللجوء للخيار العسكري للسيطرة على قناة بنما وجرينلاند.. وقد حاول الأمريكيون غزو كندا مرتين من قبل لكنهم فشلوا في ذلك، كان آخرها عام 1814، والحدود الحالية بين كندا والولايات المتحدة هي نتيجة لحرب عام 1812، والتي ضمنت بقاء كندا مستقلة عن واشنطن.
وأعاد ترامب طرح فكرة دمج الولايات المتحدة وكندا بعد أن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك تعريفات جمركية إذا كانت الدولتان دولة واحدة.
وأعرب رئيس الوزراء الكندي "المستقيل" جاستين ترودو، عن رفضه اقتراح دونالد ترامب ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51، مؤكدا أن هذا الطرح مستبعد تماما.. وكتب ترودو في حسابه على منصة "إكس": "ككرة ثلج في الجحيم..لا توجد أي فرصة، ولو ضئيلة للغاية، بأن تصبح كندا جزءا من الولايات المتحدة".
واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية أن تصريحات ترامب تعكس "عدم إدراك لمدى قوة كندا"، مؤكدة أن "كندا لن تخضع أبدا أمام أي تهديد".. وفي جرينلاند، رفضت السلطات المحلية أي حديث عن الانضمام إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن مستقبل الجزيرة يحدده سكانها فقط.
وتشير استطلاعات حديثة للرأي في كندا إلى أن أغلب الكنديين يعارضون فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة حيث تعتبر القومية الكندية والتاريخ المستقل عوامل رئيسية في رفض هذه الفكرة.
ورفضت فرنسا وألمانيا تصريحات دونالد ترامب التي أعرب فيها عن رغبته بضم جرينلاند وكندا، إذ أكدت باريس أنها لن تسمح بأي اعتداء على الحدود الأوروبية، وقالت برلين إنه لا يجوز تغيير الحدود بالقوة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن فكرة الرئيس المنتخب دونالد ترامب حول جعل جرينلاند جزءا من الولايات المتحدة "ليست فكرة جيدة على الإطلاق، ولن تحدث بالفعل.
ومنذ ولايته الأولى عام 2017 أثار ترامب العديد من الدول حتى حلفاء بلده فهو إعادة النظر برسوم التعريفات الجمركية للاتحاد الأوروبي والصين وكندا ودول أخرى، حيث طالب بتعديل شامل للاتفاقية التجارية التي أُقرت قبل 25 عامًا مع كندا، معتبرا أنها "كارثة" للولايات المتحدة وتهدد لأمنها القومي، وفرض سلسلة من الرسوم الجمركية على كندا لتخفيض العجز في الميزان التجاري عبر تحويل السياسة التجارية الأمريكية من اتفاقيات التجارة الحرة متعددة الأطراف إلى صفقات تجارية ثنائية وردت ردت كندا وقتها برفع الرسوم الجمركية علي الواردات من أمريكا.. وعقب نجاحه من جديد هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا.