الثلاثاء 07 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

طائرات دون طيار.. سلاح التخريب الجديد في الحرب الهجينة ضد الغرب

قاعدة رامشتاين الجوية
قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا إحدى أكبر القواعد الأميركية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات الهجينة التي تستهدف الدول الغربية، حيث تستخدم دول مثل روسيا وإيران مجموعة واسعة من التكتيكات غير التقليدية لزعزعة استقرار أوروبا والولايات المتحدة دون التورط المباشر في مواجهات عسكرية، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

أحد أكثر الأسلحة المثيرة للقلق في هذه الحرب هي الطائرات بدون طيار، التي أصبحت أداة رئيسية للتجسس والتخريب في "منطقة رمادية" يصعب فيها تحديد المسؤول عن الهجمات.

سرب من الطائرات المجهولة يثير الذعر في الغرب

وقبل ثلاث سنوات، بدأت طائرات مجهولة تحلق فوق منصات النفط ومزارع الرياح في النرويج. لم يكن المصدر واضحًا، ولكن المحللين اعتقدوا أنها جزء من خطة روسية للاستعداد لصراعات مستقبلية.

وقال ستال أولريكسن، الباحث في الأكاديمية البحرية الملكية النرويجية: "بعض تلك الطائرات كانت تقوم بالتجسس، والبعض الآخر ربما كان يتعلق بالتمركز الاستراتيجي في حالة اندلاع أزمة عميقة".

وفي نوفمبر الماضي، أُبلغ عن مشاهدات مشابهة لطائرات بدون طيار تحلق فوق قواعد عسكرية في بريطانيا وألمانيا، حيث تتمركز قوات أمريكية. وخلص المحللون إلى أن هذه الطائرات ربما تكون في مهمة مراقبة مدعومة من دول معادية.

طرود الموت: استخدام تكتيكات جديدة للتخريب

الهجمات لم تقتصر على الطائرات، فقد شهد شهر يوليو الماضي انفجارات غامضة هزت أوروبا نتيجة طرود بريدية قادمة من ليتوانيا. احتوت الطرود على آلات تدليك كهربائية مزودة بمتفجرات شديدة الاشتعال.

وقالت التحقيقات إن هذه الطرود كانت اختبارًا أجرته الاستخبارات العسكرية الروسية لزرع متفجرات على متن طائرات شحن متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا. وعلق وزير خارجية ليتوانيا:"هذه الحوادث ليست عشوائية؛ إنها جزء من العمليات العسكرية الروسية".

التكتيكات الهجينة: أداة التخريب الصامتة

تشمل الهجمات الهجينة تخريب البنى التحتية الحيوية، الهجمات السيبرانية، والحملات الإعلامية المضللة. في ألبانيا، شنّت إيران هجمات إلكترونية على الأنظمة الحكومية، وفي مولدوفا حاولت روسيا التأثير على الانتخابات باستخدام الدعاية الرقمية.

كما يشتبه في أن السفن الروسية قد قطعت عمدًا كابلات تحت الماء تربط الدول الأوروبية، مما يعزز القلق بشأن التهديدات غير المرئية.

استجابة الناتو والاتحاد الأوروبي

وتواجه الدول الغربية معضلة كبيرة حول كيف يمكن الردع دون تصعيد الأمور إلى مواجهة عسكرية مباشرة؟ أعلن حلف الناتو مؤخرًا عن استراتيجية جديدة لمواجهة الهجمات الهجينة، تشمل تحسين أنظمة الاستخبارات، وتوسيع التدريبات العسكرية، وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المسؤولة عن هذه الهجمات.

لكن العقبة الأكبر تظل في غياب الوحدة بين الدول الأعضاء. ووفقًا لتشارلي إدواردز، الخبير الاستراتيجي البريطاني:"عدم الرد بشكل صارم على الهجمات الهجينة سيمنح الكرملين الميزة الاستراتيجية، ويجعل أوروبا عرضة للخطر".