في واقعة تجسد أسمى معاني الإنسانية والتضحية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال طبيب فلسطيني في غزة، رفض ترك مرضاه رغم القصف والدمار. الطبيب، الذي بات رمزًا للصمود، أصر على البقاء في المستشفى لتقديم الرعاية للمصابين، متحديًا كل المخاطر والتهديدات التي أحاطت به.
شهود عيان أكدوا أن الطبيب، الذي يعمل في أحد مستشفيات شمال القطاع، استمر في علاج الجرحى لساعات طويلة دون توقف، على الرغم من استهداف المباني المحيطة بالمستشفى. وعندما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، حاولوا إجباره على المغادرة، لكنه رفض بشجاعة قائلاً: "واجبي الإنساني والطبي أهم من أي شيء آخر".
هذا الموقف النبيل لم يشفع له، حيث تم تقييده واعتقاله أمام أعين المرضى وطاقم المستشفى. وتعد هذه الحادثة واحدة من مئات الانتهاكات التي يتعرض لها الطاقم الطبي الفلسطيني، الذي يواصل أداء رسالته الإنسانية في ظل ظروف قاسية، متحديًا الاعتقالات والاستهداف المباشر.
نقابات دولية ومنظمات حقوقية سارعت إلى التنديد بالواقعة، ووصفتها بأنها "جريمة حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي الطواقم الطبية أثناء النزاعات المسلحة.
إن اعتقال هذا الطبيب هو انعكاس للمأساة اليومية التي يعيشها القطاع المحاصر، لكنه في الوقت ذاته يبرز نموذجًا إنسانيًا يرفض الانحناء، ويؤكد أن غزة دائمًا ما تلد الأبطال الذين ينيرون العالم بشجاعتهم وصمودهم.