الأحد 02 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دور أساسى للتعليم فى التأهيل لسوق العمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحد أهم التحديات التى تواجه المجتمع المصري، هى إيجاد فرصة عمل جديدة للشباب. حسب تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن مصر تحتاج إلى حوالى ٧٠٠-٨٠٠ ألف فرصة عمل جديدة سنوياً.

وحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل البطالة فى مصر وصل الى ٦.٧٪؜ فى الربع الثالث من العام الجارى ٢٠٢٤. كما أوضحت البيانات أن حجم قوة العمل فى مصر (الأفراد من ١٥-٦٤ سنة، الذين يقدرون على العمل ويرغبون فيه) تزداد بوتيرة سريعة نظراً للزيادة المطردة فى تعداد السكان، خاصة بين الشباب، حيث بلغت قوة العمل ٣٢.٢ مليون فرد.

فى تقرير لمحافظة القاهرة فى يناير من العام الجاري، اقترحت خمسة حلول للحد من البطالة بين الشباب وهى الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، والتوسع فى إقامة المشروعات الصناعية الكبري، وتطوير التعليم والتدريب، والتوسع فى مجالات التكنولوجيا الحديثة وريادة الأعمال، والعمل على محو الأمية. مما يعنى أن ثلاثة من الأهداف المستهدفه لخلق فرص عمل جديدة مرتبطة بالتعليم. ونعرض هنا بعض المحاولات التى مارستها الحكومات ووزارات التربية والتعليم والتعليم الفنى ووزارة التعليم العالى والبحث العلمي.

تطوير التعلم الفني: استثمرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أموالاً طائلة فى إصلاح التعليم الفنى منذ مبادرة مبارك- كول فى العام ١٩٩١، حيث تم الإتفاق بين الرئيس مبارك والمستشار الألمانى هيلموت كول على إطلاق برنامج للتعاون المصرى الألمانى للتدريب الفنى للشباب المصري، ولكن لم يحقق الأهداف المرجوة منه.

إنشاء الجامعات التكنولوجية: أنشأت وزارة التعليم العالى بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ١٧ جامعة تكنولوجية وتستهدف بناء ١٠ جامعات أخرى بحيث يكون هناك جامعة تكنولوجية واحدة على الأقل فى كل محافظة. الهدف الاساسى منها هو التدريب المهنى وتأهيل الشباب لسوق العمل.

ربط الجامعات بالصناعة: أحد أهم محاور استراتيجية التعليم العالى والبحث العلمي، التى أطلقها د. محمد أيمن عاشور فى ٧ مارس ٢٠٢٣،  كان ربط الجامعات بالصناعة. حيث تم تقسيم الجمهورية إلى ٧ مناطق جغرافية، وتم إنشاء تحالف داخل كل منطقة لربط الصناعة بالجامعات وخلق شراكة تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب فى المشروعات الصناعية، وحل مشاكل الصناعة من خلال البحث العلمى التطبيقى فى الجامعات المصرية.

دور الجامعات فى إعداد الخريجين لسوق العمل: فى استراتيجية التعليم العالى والبحث العلمى ٢٠٣٠، هناك محور مهم حول مساهمة الجامعات فى إعداد الشباب لمستقبل مهنى ناجح، وتأهيلهم لسوق العمل. تم العمل على أن يكون لكل طالب مسار أكاديمى معرفى وأخر مهني، لإكساب الطلاب المهارات العملية والخبرات التى يحتاجونها فى حياتهم المهنية بعد التخرج. لم يعد المسار الأكاديمى هو المعيار الوحيد لإعداد الخريجين لسوق العمل، بل يجرى العمل على إكساب الطلاب مهارات مهمة مثل تعليم اللغات الأجنبية ومهارات التحول الرقمى والتدريب فى مراكز ريادة الأعمال، وكذلك تشجيع الأنشطة اللامنهجية (Extra-Curricular activities) التى تعزز مهارات التواصل الفعال وبناء الشخصية المتكاملة، ومهارات التفكير النقدى والتحليلي، ومهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات الفعالة. 

التوسع فى توطين التكنولوجيا الحديثة وريادة الأعمال:

نادى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى إنشاء كليات الذكاء الاصطناعى والحاسب الآلى والاتصالات، على حساب الكليات النظرية مثل الحقوق والآداب والتربية، والتى يَكثر فيها أعداد الخريجين وأعداد العاطلين عن العمل. حيث اصبحت مجالات الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات هى الوظائف الأكثر طلباً فى سوق العمل العالمى والمحلي.

نأمل من الله العلى القدير أن يكون التعليم المصرى هو قاطرة التنمية البشرية المستدامة فى مصر الغد.

*رئيس جامعة حورس