يصدر قريبا عن مركز إنسان للنشر والتوزيع كتابا جديدا للباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، حسام الحداد، بعنوان "العودة إلى التصوف: التصوف كبديل للإسلام السياسي".
في هذا الكتاب، يقدم الحداد قراءة تحليلية معمقة لدور التصوف كتيار فكري وروحي في مواجهة التطرف والعنف، الذي ارتبط في بعض تجلياته بالحركات الإسلامية السياسية المعاصرة.
يرى الحداد أن العالم الإسلامي يعيش اليوم تحولات كبرى انعكست على مسارات الفكر الديني والسياسي، مؤكدًا أن تصاعد أعمال العنف والتطرف دفع المفكرين والباحثين إلى البحث عن بدائل أكثر انسجامًا مع جوهر الإسلام الحقيقي. ويضع التصوف، بتاريخه العريق وقيمه الإنسانية السامية، في مقدمة هذه البدائل.
يشير المؤلف إلى أن التصوف يمتلك مقومات فكرية وروحية تؤهله ليكون نموذجًا يعزز التعايش السلمي، بعيدًا عن مفاهيم العنف والانتقام التي هيمنت على بعض الحركات الإسلامية. كما يناقش الكتاب التحديات التي تواجه التصوف كبديل، لا سيما قدرته على مواجهة التشدد الديني والتأثير في المجالين السياسي والاجتماعي.
الكتاب يمثل دعوة جادة لإعادة قراءة التصوف كمنهج فكري وروحي قادر على تحقيق التوازن بين الهوية الدينية ومتطلبات الإصلاح الاجتماعي، في ظل أزمات معقدة تعيشها العديد من دول العالم الإسلامي.
يُعد هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة الفكرية العربية، ومرجعًا مهمًا لكل الباحثين والمهتمين بشؤون الإسلام السياسي والتيارات الفكرية المعاصرة.