نسج مسن صعيدي أكثر من 10 نسخ للقرآن الكريم بأنامله التي تكسوها علامات المشيب بعد أن سخر حياته لكتابة المصحف الشريف على مدار أكثر من 40 عامًا متواصلًا حتى صاحبه المرض في رحلته داخل حجرته الصغيرة التي تزين أروقتها كتب التفاسير والأحاديث والسيرة النبوية العطرة.
عكف محمد رضا ريدي، ابن مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، صاحب الـ 81 عامًا على كتابة القرآن الكريم كاملًا بخط يده ابتغاء وجه المولى تبارك وتعالى حتى أتمم 10 نسخ من المصحف الشريف ووصل إلى منتصف النسخة الحادية عشر والتي أهدى واحدة منهم إلى ابنه الذي توفي وترك له النسخة من جديدة حتى بات حلمه كتابة نسخ عدة من المصحف الشريف بخط يده حتى الممات وإيداع نسخة بالأزهر الشريف وأخرى تعبر الأراضي السعودية وتجاور الكعبة المشرفة.
يقول محمد رضا ريدي، إنني كنت أعمل معلم لغة عربية ولم يكن في مخيلتي أن أعكف على كتابة القرآن الكريم بخط يدي طوال 40 عامًا مضت في مقتبل عمري، مشيرًا إلى أن الفكرة جاءت بعد أن أتممت الأربعين ربيعًا حينها بدأت في كتابة القرآن الكريم حتى يومنا هذا أتممت كتابة 10 نسخ من المصحف الشريف كاملًا ثم بدأت في كتابة النسخة الحادية عشر ووصلت فيها إلى منتصف القرآن الكريم.
وأضاف ريدي لـ "البوابة نيوز"، أنني استعين بنسخة من المصحف الشريف عند كتابة كل حرف من الآيات القرآنية وارددها سرًا وعلانية على مسامعي داخل غرفتي المكتظة بالكتب من كل جانب، لافتًا إلى أنني إن أخطأت في حرف واحد في أي صفحة أقوم من جديد بكتابة الصفحة مرة أخرى حتى أتخلص من أخطائي أولًا بأول.
وأوضح ريدي، أمضيت أكثر من 40 عامًا في كتابة القرآن الكريم وحتى هذه اللحظة لم أصدق أنني كتبت 10 نسخ من المصحف الشريف كاملصا بخط يدي وبدأت في النسخة الحادية عشر، مشيرًا إلى أنني ما بين فترة والأخرى أنظر للنسخ التي انتهيت منها محبصا وعاشقًا لها، منوهًا إلى أنني سوف استمر في كتابة نسخ من القرآن الكريم حتى الممات وحلمي الذي أسعى غلى تحقيقه أن أرسل نسخة للأزهر الشريف ونسخة أخرى تعبر الأراضي السعودية وتستقر بجوار الكعبة المشرفة.