الجمعة 13 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

من هو رئيس وزراء فرنسا الجديد؟

فرنسوا بايرو أثناء
فرنسوا بايرو أثناء تسلمه السلطة من ميشيل بارنييه بقصر ماتنيو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد نحو عشرة أيام من حجب الثقة عن حكومة ميشال بارنييه، عين الرئيس إيمانويل ماكرون صباح اليوم الجمعة زعيم حزب الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو رئيسا جديداً للوزراء خلفا لميشيل بارنييه.

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

سيترأس بايرو "حكومة مصلحة عامة" وفق توصيات ماكرون، وسيواجه مهمة هائلة مع اعتبار موازنة عام 2025 التي اسقطت الحكومة السابقة كأولوية، في وقت تعاني فرنسا ديونا هائلة.

وفي ظل غضب المزارعين وتكاثر الخطط الاجتماعية، فإن مستويات العجز والديون "واقع سيفرض على أي حكومة مهما كانت"، وفق ما حذّر ميشال بارنييه قبل إسقاطه.

وفي انتظار اعتماد الموازنة الجديدة، ستنظر الجمعية الوطنية الاثنين في مشروع توافقي لـ"قانون خاص" يضمن استمرار عمل الدولة.

 

فرانسوا بايرو شخصية معروفة في الأوساط السياسية الفرنسية

 

يعد بايرو (73 عاما) الذي يتولى رئاسة بلدية باو (جنوب فرنسا) منذ 2014، شخصية معروفة في الأوساط السياسية الفرنسية، فهو رئيس حزب الحركة الديمقراطية الوسطية التي أسسها في سنة 2007. وتقلد بايرو عددا من المناصب الوزارية، بينها إشرافه على حقيبة التربية بين عامي 1993 و1997 في حكومة جاك شيراك. وترشح ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية أعوام 2002 و2007 و2012 بدون أن يتجاوز الدور الأول.

وتربط رئيس الوزراء الجديد علاقات وثيقة بماكرون بالرغم من بعض الخلافات بين الرجلين في بعض الملفات. ففي الانتخابات الرئاسية سنة 2017،  انضم لحملة إيمانويل ماكرون وعينه بعد وصوله للإليزيه في منصب وزير العدل إلا أنه لم يبق في المنصب سوى لشهر واحد، وكاد أن يعينه رئيسا للوزراء لكنه رفض فاختار أدوار فيليب بدلا منه. وسيتولى بايرو مهمة شاقة أمام برلمان مشتت بين كتل سياسية بدون أن تملك أي منها أغلبية مطلقة، وهذا في حكومة "مصلحة عامة" وفق وصف الرئيس الفرنسي.

وسيكون على رئيس الوزراء الجديد إنهاء "الفوضى السياسية" التي دخلت فيها فرنسا منذ الانتخابات التشريعية المبكرة الصيف الماضي. وتعاني فرنسا أيضا من تراكم ديون ثقيلة في موازنتها العامة جعلت تصنيفها الائتماني يتراجع في وكالات الترقيم السيادي.

 

بايرو يصل إلى ماتينيون بهاجسين

 

 قال فرانسوا بايرو أثناء عملية نقل السلطة إلى ماتينيون: "لدي هاجسان".  الأول هو "الجدار الزجاجي الذي تم بناؤه بين المواطنين والسلطات"، وهو "عدو يجب محاربته"، على حد قوله، واعدًا بمحاولة "فصل حياة الفرنسيين العامة ومناقشاتهم عن الكلمات المصطنعة". أما الثاني فهو "ضرورة إعطاء الفرص لمن لا تتاح له".  وقال "فكرة أنك ولدت في حي أو قرية، ولأن لديك اسمًا، ولأنك تمارس دينًا، وأن الأبواب ليست مفتوحة لك... إذا لم يكن لديك الرموز التي تجد نفسك فيها وضع أقل انفتاحًا عما كان عليه قبل بضعة عقود مضت، وهذا أمر لا يطاق بالنسبة لي"، أوضح رئيس الوزراء الجديد، متخذًا نفسه مثالاً: "لقد جئت من هناك، من خلفيات اجتماعية وقروية وليس لدي فرصة للحماية، قيمة.  »

وأعلن فرانسوا بايرو: "سيكون مسار عملي هو عدم إخفاء أي شيء، وعدم إهمال أي شيء، وعدم ترك أي شيء جانبًا"

وخلال خطابه الأول في ماتينيون، شكر فرانسوا بايرو ميشيل بارنييه أولاً على "التزامه".  وقال: "نظراً لخطورة الوضع، فإن مسار عملي سيكون عدم إخفاء أي شيء، وعدم إهمال أي شيء، وعدم ترك أي شيء جانباً".

 يقول بارنييه: "لقد عرفت منذ اليوم الأول أن وقت حكومتي كان ينفد".

 وتحدث رئيس الوزراء المستقيل خلال نقل السلطة إلى ماتينيون.  واعترف ميشيل بارنييه قائلاً: "لقد علمت منذ اليوم الأول أن فترة حكومتي كانت محدودة"، في إشارة إلى "التهديد المتمثل في وجود تحالف غير محتمل بين القوى السياسية المعارضة" الذي أدى إلى فرض الرقابة على حكومته.

وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين "هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلا من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية". 

 

ردود الفعل

سارع عدد من نواب حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) إلى أنهم سيصوتون في الجمعية العامة لحجب الثقة عن بايرو فيما لم يستبعد النواب الخضر هذا الخيار.

أما حزب التجمع الوطني (يمين متطرف)، فأكد أنه لن يصوت على حجب الثقة عن بايرو "في المرحلة الحالية" على الأقل وفق تصريح رئيسه جوردان بارديلا. أما زعيمة الحزب مارين لوبان، فاعتبرت تعيين بايرو "استمرارا للسياسة الماكرونية" (نسبة إلى ماكرون) داعية إياه إلى عدم إقصاء أي طرف سياسي في المستقبل.

أما جابرييل عطال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون فأثنى على تعيين بايرو"للدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب"