الخميس 12 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

عامود السواري بالإسكندرية.. بين الإرث الروماني والحاضنة الشعبية الحية

عامود السواري بالأسكندرية
عامود السواري بالأسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتل عامود السواري مكانة خاصة فى الوجدان الشعبي السكندري، نظرا لوجوده بالقرب من منطقة مقابر المسلمين الحالية والمسماة بإسمه "مدافن العمود"، وهو عامود روماني أثري ينتصب فوق تل باب سدرة يتوسط المسافة بين المقابر وبين منطقة كوم الشقافة الأثرية.

يصل طول عامود السواري لحوالي 27 مترا، مصنوع من الجرانيت الأحمر، وقد أقيم تخليدا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، ويعد آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه بوستوموس في هذه المنطقة، ويحتل المرتبة الخامسة كأطول نصب تذكاري كعمود نصر روماني.

تعود تسميته بعامود السواري لفترة الفتح العربي لمصر، حيث يعتقد أن التسمية جاءت نتيجة إرتفاع هذا العامود الشاهق بين 400 عامود آخر فيما يشبه صواري السفن فأطلقوا عليه عامود الصواري، والتي حرفت فيما بعد إلي السواري، الاسم المعروف به حاليا.

وقد عرف عامود السواري خطأ، منذ الحروب الصليبية بإسم عمود بومبي، ويرجع هذا الخطأ إلي أن بعض الأوربيين ظنوا أن رأس القائد الروماني بومبي، الذي هرب إلى مصر فرارا من يوليوس قيصر وقتل في مصر، قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العامود.

جسم عامود السواري عبارة عن قطعة واحدة، قطرها عند القاعدة 2.70 متر وعند التاج 2.30 متر، إرتفاع العامود الكلي بما فيه القاعدة حوالى 26.85 متر، وفي الجانب الغربي للعامود توجد قاعدتان يمكن الوصول إليهما عبر سلم تحت الأرض، كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس يوجد على أحدهما نقش للملك حور محب من الاسرة الثامنة عشر.


يتميز العامود بدقة النحت سواء البدن الأسطواني المصنوع من قطعة واحدة، أو التاج المطعم بالزخارف أو القاعدة الضخمة التي تحمل نقوشا باللغة اليونانية تحتوي على الإهداء الخاص بالعامود للإمبراطور دقلديانوس، تعبيرا عن شكر أهل الأسكندرية له وتقديرا لجهوده بعد ان جاء إلى مصر في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، وأخمد الثورة التي قام بها القائد الروماني دوميتيانوس الملقب بأخيل، لتستقر الأحوال داخل المدينة وينعم الناس بالأستقرار وتنعم المدينة بالهدوء.

يصف الرحالة المسلم ابن بطوطة عامود السواري ، عندما زار الأسكندرية فى عام 1326 ميلادية، بقوله: من غرائب هذه المدينة عمود الرخام الهائل الذي بخارجها، المسمى عندهم عامود السواري وهو يتوسط غابة نخل وقد امتاز عن شجراتها سموا وارتفاعا، وهو قطعة واحدة محكمة النحت، قد أقيم على قواعد حجارة مربعة أمثال الدكانين العظيمة ولا يعرف كيفية وضعه هنالك ولا يتحقق من وضعه".

ويعد عامود السواري أحد المقاصد الرئيسية والهامة لكل الأفواج السياحية الوافدة للأسكندرية بإعتباره أعلى نصب تذكاري فى العالم.

2277168_0
2277168_0
images
images
pompeys-pillar-alexandria
pompeys-pillar-alexandria