مع حلول شهر ديسمبر من كل عام، تتزين اليابان بمظاهر احتفالية فريدة من نوعها، حيث تحتفل البلاد بيوم "الأخت الكبرى" في السادس من ديسمبر.
يُعد هذا العيد واحدًا من أغرب التقاليد الثقافية التي تلفت الأنظار وتثير الدهشة، خاصة لدى المجتمعات غير المعتادة على هذه الطقوس.
أصل القصة وأسطورة "الأخت الكبرى"
يرجع هذا العيد إلى أسطورة يابانية قديمة تحكي عن ثلاث شقيقات عشن حياة مليئة بالفقر والبؤس بعد وفاة والديهن.
كانت الأخت الكبرى هي الملاذ الوحيد لشقيقاتها، حيث كرست حياتها لتأمين احتياجاتهن، رغم صغر سنها.
بفضل تضحياتها، ظهرت شخصية "سانتا كلوز" في الأسطورة، وقدم لها هدايا وعملات مكّنتها من تحسين حياتهن، وتزويج شقيقاتها الصغيرات، ومن ثم بدء حياة جديدة.
عرفت اليابان هذه القصة، وقررت تخليد ذكرى هذه الأخت الكبرى التي أصبحت رمزًا للتضحية ونكران الذات، عبر الاحتفال بيومها في السادس من ديسمبر سنويًا.
مظاهر الاحتفال
يتجلى الاحتفال بعيد "الأخت الكبرى" في تقديم الهدايا والمال للأخت الكبرى من قبل أفراد العائلة، بالإضافة إلى تنظيم الحفلات وتشغيل الأغاني المبهجة. يعتبر هذا اليوم فرصة للتعبير عن الحب والتقدير للأخت الكبرى، التي يُنظر إليها على أنها رمز للتضحية ودور "الأم الثانية".
بمرور الوقت، أصبح عيد "الأخت الكبرى" تقليدًا فريدًا في اليابان، وانتقل إلى بعض الشعوب الأخرى كتعبير عن الامتنان للأخت الكبرى.
يشبه هذا العيد عيد الأم في العديد من جوانبه، حيث تعتبر الأخت الكبرى في الثقافة اليابانية تجسيدًا للأم المثالية.
يبقى عيد "الأخت الكبرى" مناسبة خاصة للاعتراف بدور الأخت الكبرى كركيزة أساسية في الأسرة. هو يوم للتعبير عن الامتنان لتضحياتها وحبها اللامحدود، ليبقى هذا التقليد شاهدًا على أهمية العطاء ونكران الذات في العلاقات الأسرية.