لا تزال المعارك دائرة بين قوات المعارضة السورية وقوات الجيش السوري، حيث يقول سكان فارون من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، إن الطريق الأخير للخروج من المحافظة أصبح مغلقا، بعد أن سيطر مسلحون على بلدة خناصر، على آخر طريق سريع يربط المدينة بالبلدات الجنوبية، مما أدى إلى محاصرة المدنيين والجنود.
وقالت القوات العسكرية السورية التابعة للجيش السوري إنها استعادت السيطرة على المدينة وسط اشتباكات عنيفة، لكن الطريق لا يزال مغلقا مع تصاعد العنف على مشارف حلب.
وتنقل صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية عن مواطنين سوريين، إن عددًا كبيرًا من السكان فر من حلب إلى حمص باستخدام طريق إثريا - خناصر قبل إغلاقه بالكامل إن الطريق لم يعد آمناً.
يأتي هذا في الوقت الذي انقطعت فيه إمدادات المياه عن المدينة، ويقدر عدد سكانها بنحو ثلاثة ملايين نسمة.
كما تم فرض حظر التجوال في مدينة حلب يومي الجمعة والسبت الماضيين، مما أدى إلى تعليق جميع الخدمات العامة، بما في ذلك الجامعات والمدارس، وغمرت المستشفيات بالمصابين، ونفدت الأموال من البنوك وأجهزة الصراف الآلي.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين المقاتلين الأكراد والجماعات المسلحة المتطرفة حول حلب، ودعت مجموعة إدارة العمليات العسكرية التي تمثل ائتلاف المعارضة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إلى الانسحاب من جيبها في حي الشيخ مقصود، مقابل المرور الآمن والحماية.
وسارع المقاتلون الأكراد في الشيخ مقصود في وقت سابق إلى السيطرة على أحياء بستان الباشا والأشرفية القريبة، بعد انسحاب القوات الحكومية السورية.
وسبق أن شنت التنظيمات الإرهابية في سوريا هجوما خاطفاً بعد أن فشلت الضغوط التي مارستها روسيا حليفة دمشق في إقناع الرئيس بشار الأسد بالدخول في حوار من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع، بما في ذلك مع لاعبين خارجيين رئيسيين مثل تركيا .
وقال رئيس وفد المعارضة في عدة جولات من المفاوضات السورية التي جرت بين روسيا وإيران وتركيا في العاصمة الكازاخية أستانا منذ عام 2017، أحمد طعمة، إن الروس بذلوا جهداً كبيراً لدى النظام السوري لإقناعه بالتفاهم مع تركيا، لأن قناعة الروس كانت أن مخاطر كبيرة ستحيط بالنظام السوري، ما لم ينخرط بشكل جدي في العملية السياسية.