أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال شهر أكتوبر، ليظهر أن الهند وتركيا وبولندا قادت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب منذ بداية العام حتى اليوم.
وسجلت صافي مشتريات البنوك (المشتريات – المبيعات) 60 طنا من الذهب في أكتوبر، وهو أعلى مستوى مسجل منذ بداية العام حتى الآن. وقد تصدر البنك المركزي الهندي المشتريات في أكتوبر بمقدار 27 طنا ليصل إجمالي مشترياته من الذهب إلى 77 طنًا منذ بداية العام حتى اليوم يليه المركزي التركي بمقدار 17 طنا ثم بولندا بمقدار 8 أطنان.
أيضاً سجل البنك الوطني الكازاخستاني أول صافي مشتريات شهري له بمقدار 4 أطنان بعد خمسة أشهر متتالية من تقليص حيازات الذهب لديه
واستمر الذهب العالمي في التحرك ضمن نطاق ضيق من التداولات بشكل عرضي للجلسة السابعة على التوالي، وذلك في ظل ترقب الأسواق لتصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول وبيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي، وهي الأحداث التي قد تساعد الأسواق على توقع حركة السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة القادمة.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض طفيف اليوم بنسبة 0.1% ليسجل أدنى مستوى عند 2636 دولارا للأونصة وأعلى مستوى عند 2651 دولارا للأونصة لتنحصر التداولات حول المستوى 2640 دولار للأونصة.
يبقى العامل الأساسي الذي تسبب في هذه الحركة الضعيفة والعرضية في الذهب هو اتجاه السياسة النقدية الأمريكية. الأمر الذي يدفع المشاركين في الأسواق إلى ترقب تعليقات باول عن كثب في وقت لاحق من اليوم، حيث من المتوقع أن تكون آخر تصريحاته العامة قبل اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر.
التصريحات الأخيرة لأعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أشارت إلى دعمهم لمزيد من التخفيضات، لكن لم يشير أي منهم بشكل واضح لصالح أو ضد القيام بخفض الفائدة في اجتماعهم القادم في ديسمبر.
والملاحظ أن أعضاء البنك الفيدرالي كانوا حذرين من إعطاء الكثير من التوجيهات والتوقعات حول كيفية تطور السياسة النقدية منذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي، الأمر الذي يعكس عدم اليقين المتعلقة بالسياسة النقدية في ظل المخاوف من أن سياسات ترامب قد تدفع التضخم إلى التزايد وبالتالي يبطئ البنك الفيدرالي من عمليات خفض الفائدة.
بالرغم من ذلك تضع الأسواق المالية حتى الآن احتمال بنسبة 75% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ديسمبر، واحتمال آخر بنسبة 25% أن يبقي على أسعار الفائدة ثابتة، وفق جولد بيليون
وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن أسعار الفائدة هو أمر إيجابي بالنسبة لأسعار الفائدة لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
هذا وقد أظهرت البيانات يوم أمس الثلاثاء أن فرص العمل في الولايات المتحدة زادت بشكل معتدل في أكتوبر بينما انخفضت عمليات تسريح العمالة. واليوم يصدر مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي، إلى جانب تقرير الوظائف الحكومي الأهم يوم الجمعة القادمة، وقد يدفع تقرير قوي عن الوظائف البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ موقف حذر بشأن خفض أسعار الفائدة.
واستطاع الذهب أن يحصل على بعض الدعم الذي منعه من الهبوط بالرغم من الأداء الإيجابي للدولار الأمريكي، وذلك مع تزايد الطلب على الملاذ الآمن مع انهيار وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله في لبنان. بالإضافة إلى التوترات السياسية في كوريا الجنوبية بعد أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الأحكام العرفية يوم الثلاثاء، قبل أن يصوت البرلمان بالكامل ضد الأحكام العرفية.