أكد سفير اليمن بالقاهرة السفير خالد بحاح، أن مصر هي عمود الخيمة للمنطقة العربية وموجودة في كل الملفات والأزمات التي تعاني منها دول المنطقة ولا يستطيع أحد أن يغفل الدور المصري.
مصر عمود الخيمة
وقال السفير اليمني، خلال الندوة التي نظمتها لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسية الكاتب الصحفي حسين الزناتي، أمس الثلاثاء: "إننا تعودنا على وجود مصر معنا في مختلف الأحداث التي مرت بها اليمن ونتمنى أن تكون مصر حاضرة في القضية اليمنية".
وأشار "بحاح" إلى أنه عند اندلاع العنف في اليمن عام 2015 كانت مصر مشغولة بأحوالها الداخلية، وهو وضع محتلف بالنسبة لليمن الذي تعود على "الحاضنة المصرية" وأطلقت شعارا أننا "مشتاقين لمصر" ولا زلنا مشتاقين.
وقال السفير اليمني في القاهرة، إنه عندما جرت المفاوضات مع الحوثيين في الكويت عام 2016، كان هناك اتفاق على 90% من الملفات العالقة، ولو كان هناك طرف مصري على طاولة المفاوضات كانت تكللت المفاوضات بالنجاح، لأن المصريين متميزين في هذه الجزئية.
العلاقات المصرية اليمنية
وعن العلاقات الاقتصادية "المصرية - اليمنية"، أكد السفير اليمني أن مصر هي الوجهة الأولي للسياحة العلاجية والسياحية التعليمية لليمنيين، بالإضافة إلى وجود الاستثمارات اليمنية في مصر حيث انتقلت الكثير من رؤوس الأموال اليمنية بعد الأحداث في اليمن وهناك مشروعات كثيرة بأموال يمنية في مصر، منها مشروعات غذائية ومصانع للملابس الجاهزة في بورسعيد والعديد من المشروعات في مختلف المجالات الاستثمارية.
خط طيران القاهرة حضرموت
وكشف "بحاح" عن اجتماع عقد الأسبوع الماضي مع وزير الطيران المصري، لفتح خط طيران من حضرموت للقاهرة، مشيرا لعدم وجود رقم محدد لحجم التبادل التجاري بين البلدين.
ووصف السفير بحاح الوضع في اليمن بأنه "صعب للغاية"، قائلا: "لدينا تحديات للدولة اليمنية شمالا وجنوبا وهي تحديات معقدة ولكننا نسير في نفس مسارات أغلب الدول حول فكره إنشاء الدولة الوطنية في اليمن".
واستعرض السفير اليمني ما مرت به اليمن من مراحل انتقالية قبل عام 1960 وما تلاها من أحداث ومراحل عنف شديدة دفع ثمنها الشعب اليمني حتى وقتنا هذا.
وأضاف أنه كان هناك دعم خليجي منذ عام 2015 والذي ساعد في الانتقال السلمي للسلطة من الرئيس علي عبدالله صالح للرئيس عبد ربه منصور هادي ثم الدعم الخليجي في المفاوضات مع الحوثيين في الكويت، منوها بأن التدخل السعودي كان إيجابيا جدا وكان بطلب من السلطة الشرعية اليمنية لوقف العنف داخل اليمن.
السلام في اليمن
وأكد السفير بحاح أن السلام سوف يأتي لا محاله فنحن نعيش حاله "لا حرب ولا سلم" وجميع الحروب تنتهي ولكن دائما يكون لها تكلفة.. وكلما تأخر السلام فسوف يكون ذلك عبئا على الأجيال القادمة، فيجب أن يعود اليمنيون إلى الحوار فيما بينهم والأشقاء في الجوار سوف يدعمون ما يصلون إليه من حلول، لافتا إلى أنه كان هناك خارطة طريق أعدتها السلطة الشرعية ولكن جاءت الأحداث الفلسطينية ليتجمد الوضع مرة أخرى وليجد القائمون في صنعاء فرصة أن يحدثوا عنفا شديدا في اليمن وأهله.
وتابع أن إيران لم تستطع أن تتحمل هزائمها في العراق وغيرها من الدول، فلجأت للدول الهشة لتصفية حساباتها، مردفا: "نحن بحاجة إلى انفتاح كبير وحوار جاد مع الإيرانيين، وحاولنا ذلك سابقا ولكن في النهاية لهم مصالحهم"، موضحا أن الإمارات تدخلت لحل الأزمة بطلب سعودي.
تأثير الحوثيين
ولفت إلى أن سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة التي يمر خلالها أكثر من 7 في المائة من التجارة العالمية كان له مخاطر كبيرة دفعت ثمنها الكثير من الدول ومنها مصر التي خسرت ما يزيد عن ستة مليارات دولار سنويا.
وأكد السفير اليمني أن حل أزمة الشعب اليمني لن يكون إلا من داخل اليمن بجلوس جميع الأطراف إلى مائدة التفاوض والحوار للاتفاق على مختلف القضايا، مشيرا إلى أن أشقاء الجوار سوف يواصلون دعمهم لليمن.
واختتم بحاح كلمته قائلا: "لدينا حالة تفاؤل بأن السلام قادم ولكن نتمنى أن تكون الكلفة أقل للأجيال القادمة، لذا علينا أن نعود للحوار مع كل اليمنيين، وهذا ما نسعى إليه".