قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، يدفع واشنطن إلى السباق لإعادة تسليح مدمراتها بالصواريخ وهي في البحر.
وأضافت الصحيفة أن "إعادة تسليح المدمرات الأمريكية بالصواريخ يُمكن أن تخرجها من القتال لمدة شهرين، وأن التوترات مع الصين تدفع البحرية الأمريكية إلى السباق لإنجاز تقنية إعادة تحميل الصواريخ في البحر".
وأشارت إلى أنه يُمكن لمدمرة تابعة للبحرية الأمريكية إطلاق العشرات من صواريخ كروز في غضون دقائق، لكن إعادة تحميل السفينة الحربية في الميناء قد تستغرق شهرين؛ وفي حرب ضد الصين، قد يكون ذلك نقطة ضعف قاتلة.
وللتغلب على التأخير، قام مهندسو البحرية بسحب رافعة عمرها 30 عامًا من المخزن، وقاموا بتوصيلها بأجهزة الكمبيوتر، واستخدموها لبناء نموذج أولي جديد لنظام إعادة التحميل يسمى "ترام"، طريقة إعادة التحميل القابلة للتحويل في البحر.
ويُنتظر من نظام ترام تقليص الوقت اللازم لإعادة تحميل الصواريخ، إلى مدة قصيرة؛ قد تصل إلى أيام فقط.
وقال وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو، بعد اختبار حديث لنظام "ترام": "إن القدرة على إعادة التسلح في البحر ستكون حاسمة لأي صراع مستقبلي في المحيط الهادئ".
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية إعادة التحميل البطيئة تسببت في حدوث صداع للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر.
ويتوجب على السفن الحربية الأمريكية المنتشرة هناك للدفاع عن الشحن البحري من المتمردين الحوثيين في اليمن أن تُبحر عبر قناة السويس وإلى الموانئ في اليونان أو إسبانيا لإعادة تحميلها، ما يتسبب بابتعادها عن القتال لفترات طويلة.
وأصبح عجز الولايات المتحدة عن إعادة تخزين منصات إطلاق الصواريخ في البحر أمرا ملحوظا لأن أمريكا قامت منذ فترة طويلة بأعمال هندسية مثل ربط المركبات الفضائية التي تدور حول القمر، وكما يقوم الجيش بشكل روتيني بتزويد الطائرات العسكرية التي تحلق فوق السحب بالوقود.
ووفق الصحيفة، اقترح المهندسون في التسعينيات أنظمة لإعادة التحميل في البحر، لكن التكنولوجيا المتاحة لم تكن دقيقة بما يكفي لنقل الصواريخ من منصة متحركة باستمرار، مثل سفينة أو رصيف عائم.
وأضافت: "الآن، أتاحت التطورات الرقمية، بما في ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد والرادار المتخصص وأجهزة كشف الحركة من النوع الموجود في الهواتف المحمولة، للبحرية إعادة النظر في الفكرة".
وعلى الرغم من أن سطح المحيط، بحسب المهندسين، يُمثل تحديات فيزيائية محيرة بشكل فريد بسبب التيارات والرياح ومزيج الهواء والماء، إلا أن التحديات الجديدة والتصعيد المتواصل في بحر الصين يعمل على تسريع العمل نحو التوصل إلى حل.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن إعادة التحميل في البحر يمكن أن تؤدي إلى تقليل وقت التوقف عن العمل بشكل أكبر، لكنها ستكون عملية محفوفة بالمخاطر. حيث يمكن أن تزن الصواريخ الموجودة في صناديقها، والتي تشبه حاويات الشحن الرفيعة، أكثر من 6000 رطل. ويجب أن تنزلق بسلاسة إلى خلايا الإطلاق الضيقة، لأن التدافع قد يؤدي إلى تلف أنظمة التوجيه الحساسة، أو ما هو أسوأ من ذلك.
وبينت أن السفن الحربية الأمريكية الوحيدة التي يمكن الحفاظ عليها إلى أجل غير مسمى في البحر ومواصلة القتال هي حاملات الطائرات الـ11 التي تعمل بالطاقة النووية، وتسع سفن هجومية برمائية أصغر، ولا يحمل أي منها منصات إطلاق صواريخ عمودية.
ويمكن لـنظام التزويد الجديد "ترام" زيادة هذا العدد بمقدار خمسة أضعاف تقريبًا، ليصل المجموع إلى حوالي 100 سفينة حربية دون بناء أي سفينة جديدة.
وحتى دخول "ترام" حيز التشغيل الفعلي، تبحث البحرية عن مواقع جديدة، علاوة على اليابان وغوام وأستراليا، لإعادة التسليح في موانئ صديقة توفر ملاذات بعيدة قادرة على تجنب الهجمات الصاروخية المُعادية، وفق ما ختم التقرير.