نعيش هذه الأيام فرحة الاحتفال بعشر سنوات على يوم تأسيس جريدة "البوابة"، التى أنشأها الصحفى المخضرم والكاتب القدير والجميل عبد الرحيم علي، عضو مجلس النواب السابق ومؤسس (Think Tank) مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس الذى هو أول مختبر فكرى مصرى فى أوروبا. حيث تعقد فيه الورش العمل الفكرية وتطرح المناقشات المعمقة حول مواضيع وشئون الساعة.
استطاع الاستثمار تاريخه وخبراته العديدة فى مجال الإعلام بتأسيس "البوابة " والتى تحدى بها كل الصعوبات والعراقيل والتعجيزات وأعضاء حزب أعداء النجاح الذين راهنوا على فشل المشروع حتى قبل أن يرى النور، خشية من التحولات الجذرية التى تحدثها التكنولوجيا الحديثة فى الإعلام، فأعد خطته التى سار عليها الزملاء خلال تلك الفترة، الأمر الذى كان بالنسبة للجريدة منطلقًا لتاريخ مليء بالتفاعلات، واجتماع نتاج الصحفيين وبعض الأدباء والسياسيين من مختلف الثقافات.
تمكن فريق العمل، وهم مزيج متسق من الطاقات الشابة الواعدة وخبرة الصحفيين القدماء، وذلك بمشاركة واسعة من رواد الإعلام والمبدعين والخبراء المصريين، من صناعة المجد الإعلامي، ونجحوا وسط الثورة الرقمية والكم الهائل من الصحف والمؤسسات الإعلامية، فى أن تتصدر "البوابة" الحدث، كأحد أبرز مصادر المعلومات، بما تحتفظ به من موجودات فى أرشيفها عبر الدور التحويلى للمحتوى الرقمى مع أهمية الحفاظ على القيم المهنية والأخلاقية فى ظل هذه التغيرات السريعة. وأرى فى هذا دور المبدعين فى مؤسستنا لتصبح ضمن أيقونات المنصات الإعلامية، تساهم فى رسم ملامح مستقبل الإعلام العربى وسبل التغلب على التحديات التقنية والأخلاقية. فغدت "البواب ة" أحد أشكال الصحافة الناشئة شاهدة على عصر التحديث بالنزاهة الصحفية والاعتبارات الأخلاقية والتأثير المجتمعي، حيث تشكل فى العصر الرقمي، مستقبل الأخبار وتقديم محتوى هادف للجمهور. ولكون الإعلام رسالة هادفة، فلم ننس مدى تأثير المبادئ النفسية فى صناعة الإعلام واستهلاكه وكيفية استخدامها فى تشكيل السلوكيات المجتمعية والتصورات الثقافية مع التعمق بالرصد والتحليل لاستراتيجيات صناع المحتوى الإعلامى فى جذب الجمهور والتأثير فيه. كذلك نقوم بالتوازى مع عملنا المهني، بمكافحة التضليل الإعلامى لأعداء الوطن الذين يساهمون فى انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
وكم كنت أفتخر وأتباهى حينما أجد كوكبة من سفرائنا العرب فى باريس يشيدون بموقعنا وبسرعة تغطية الأحداث التى تسبق أحيانا الوكالات العالمية وليس المحلية فقط، بفضل الكفاءات والطاقات الشابة الذين يشكلون خلية نحل حيث يعملون بكل نشاط وحيوية بل إن بعض الزملاء يصلون الليل بالنهار فى تغطياتهم، حتى أن السفير السعودى بباريس فهد بن معيوف الرويلى قال لى مندهشا بأنهم حينما يبحثون فى النت عن حدث سياسى معين، تخرج "البوابة" أول موقع تسبق كل الوكالات، كما أن التغطية تكون أكثر دقة وأشمل.
كما تسلط "البوابة" الضوء على الابتكارات والأفكار التى تمهد الطريق أمام تعزيز دور الإعلام فى التنمية المجتمعية والثقافية ورفع مستوى الوعى الإعلامى تشرفت بأننى انضممت منذ نحو ٥ سنوات الى أسرة التحرير كمدير لمكتب البوابة من باريس، من هنا بدأت رحلتى الإعلامية بعد سنوات طويلة من غلق مكتب الأهرام بباريس، وسعدت بملء “البوابة” للفراغ الإعلامى المصرى فى باريس التى هى محطة سياسية وثقافية وفنية مهمة. كما سعدت بالتواجد بالقرب من رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبد الرحيم على فى عاصمة النور والذى بأنه يختلف كليا على معظم رؤساء مجالس الإدارات الإعلامية العربية الذين يظنون أنفسهم فراعنة يصعب الوصول إليهم إلا بشق الأنفس ويتحدثون إلى الصحفيين بتعال وتكبر، حيث تفاجأت بتواضعه فهو يعاملنا معاملة الأخ والأستاذ والصديق المصرى الأصيل، الذى يحرص على إسعادنا وإراحتنا ويهون علينا مرارة الغربة..
بقى أن أوجه تحية تقدير واحترام إلى كل الزملاء والزميلات فى صحيفة "البوابة" على جهودهم الرائعة وسعيهم الدءوب لتقديم محتوى إعلامى ينافس مؤسسات عريقة ويجاريها وأحيانا يسبقها. كما أشكر الدكتور عبد الرحيم على على ثقته الكبيرة التى وضعها فى وأتمنى أن أكون جديرا بها وعلى توجيهاته لى لكى أطور فكرى وعملى وحياتي.. وكل عام ومؤسستنا أيقونتنا "البوابة" بألف خير عقبال ألف سنة من النجاح والتميز.