فى عام ٢٠٠٩ أعاد الكاتب والمؤرخ الموسوعى الفرنسى -السويدى جان جاك لوتى (١٩٢٩-٢٠١٥) كتابه العمدة " تاريخ الصحافة المصرية باللغة الفرنسية من ١٧٩٨ إلى ٢٠٠٩" وكان الراحل الكبير قد عاش وعمل بمصر وعشقها عشق المتصوف الزاهد.
وكان فى أخريات حياته يرتاد مكتب الأهرام بباريس فى المكتب القديم فوق مقهى فوكيتز الشهير على شارع الشانزليزيه ثم شارع بونتيو وأخيرا فى ٢٦ شارع ماربوف حيث كان يزورنى باستمرار. وكان يقول "إن الوطن الذى يكف أبناءه عن إصدار الصحف هو وطن فى طريقه للموت بالاختناق الفكري" وعندما أصدر الأهرام "الأهرام أبدو " كانت سعادته غامرة وكتب فيها عدة مقالات.
لم يسع الوقت لجان جاك لوتى ليرى ميلاد البوابة التى ظهرت فى عام وفاته وكان ظهورها دليلا ساطعا على حيوية العقل المصرى وقدرة أبنائه على التفاعل مع المعطيات السياسية والاجتماعية والثقافية فى بلادهم والعالم بشكل يجعل إصدار الصحيفة إضافة للقوة الناعمة المصرية فى مجال الصحافة منذ ميلادها فى عصر الحملة الفرنسية. لكن إنشاء الصحافة فى مصر تميز منذ إرهاصاتها الأولى بأنها لا تقوم إلا بوجود رجل يقود كتيبة من المؤمنين برسالته ويتحملون معه جبالا من المصاعب.
وكان الرجل فى انطلاق صاروخ البوابة هو الدكتور عبد الرحيم على وهو واحد من أبرز المتخصصين فى الإسلام السياسى ليس فقط فى مصر بل فى العالم العربى وترجمت أشهر كتبه فى هذا المجال إلى لغات مختلفة منها الفرنسية وهى كتب حركت كثيرا من المياه الراكدة فى السياسة الفرنسية الخاصة بالإخوان المسلمين. وقد عرفت الرجل عن قرب عندما قررت «البوابة» الانطلاق نحو آفاق مراكز صناعة القرار فى الغرب إقامة مركز لها فى باريس وسعدت بالتعاون معه.
وكأن «البوابة» تستمد من تاريخ انطلاق الصحافة فى مصر روحها فكان قرار د عبد الرحيم على نشر ترجمتى لمراسلات بونابرت فى مصر على حلقات بمقدمة ضافية بقلم الرجل. فهو يعرف قيمة التاريخ وأن الأمس هو مفتاح لفهم اليوم.
كانت «البوابة» تحمل للوطن من اسمها الكثير وتحمل من الروح الدءوبة للرجل مايجعل من الصحيفة وموقعها إضافة إلى العمل الصحفى فى مصر فى ظروف إقليميّة شديدة التعقيد.
تحية للبوابة ومؤسسها فى عيدها العاشر وتمنياتنا أن تكون دوما عنوانا للحق والحقيقة.