بريشة الألوان، وذوق المحاسب الدقيق، عبر أنطون أيمن فايز جسور الواقع ليصنع حلمًا بألوان الخيال، مستلهمًا من الطبيعة أحاسيسه، ومن أحلامه خطواته الأولى.
وُلد في محافظة سوهاج، وتخرج في كلية التجارة، لكن قلبه ظل متعلقًا بالفن، ليصبح الرسم عالمه الذي يُترجم فيه مكنونات روحه.
يقول أنطون عن رحلته مع الألوان: "لم أكن أتصور يومًا أن أبحر في هذا العالم، ولكن مصادفة قادتني إلى عشق الرسم. بدأت بتشجيع خالتي التي كانت تجعلني أقلد رسومات أفلام الكرتون، وكانت تلك البذرة الأولى التي نمَت بداخلي".
مع مرور السنوات، ورغم انشغاله بالدراسة في المرحلة الثانوية ثم الالتحاق بكلية التجارة، ظل شغفه بالرسم مشتعلاً. ورغم صعوبة الجمع بين دراسته وهوايته، لم يستطع التخلي عن حلمه، في السنة الثالثة من دراسته الجامعية، كانت نقطة التحول، حين شارك في مسابقة بناءً على اقتراح صديق، وفاز بالمركز الأول، ليزداد إصراره على مواصلة المشوار.
واصل أنطون تعلُّم أساسيات الفن عبر كورسات متخصصة وورش تدريبية، مكنته من تطوير موهبته وتحقيق التفوق. ومع ذلك، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود؛ فقد واجه تحديات كثيرة، من بينها كلمات إحباط كانت تقلل من قيمة موهبته، وصعوبة التوفيق بين دراسته وعمله كمحاسب وشغفه بالرسم. إلا أن دعم عائلته، خاصة والديه، وثقته بنفسه، مكنته من المضي قدمًا.
أما عن أعماله الفنية، فيعتمد أنطون على أدوات متنوعة مثل الرصاص، الفحم، الباستيل، وألوان الزيت. ويقول إن مدة إنجاز اللوحة تختلف حسب طبيعتها، وتتراوح بين ساعة ويوم كامل. حقق أنطون العديد من الإنجازات، من ضمنها الفوز بجوائز رمزية وشهادات تقدير من مسابقات على مستوى الجمهورية والمحافظة، والمشاركة في معارض داخلية وخارجية. كما اشتهرت أعماله برسم شخصيات فنية بارزة.
يستلهم أنطون إبداعه من عظماء الفن مثل بيكاسو ودافنشي، ويحلم بأن يصل للعالمية وأن يمتلك مرسمًا خاصًا يعرض فيه لوحاته. ويوجه نصيحته للشباب قائلاً: "تمسكوا بأحلامكم ولا تخضعوا للعقبات. ثقتكم بأنفسكم هي مفتاح النجاح".
