أحرزت ميليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا)، والفصائل المسلحة الموالية لها في منطقة إدلب، تقدما سريعًا بالسيطرة على قلب مدينة حلب السورية، وسط معارك طاحنة أمام الجيش السوري والقوى الداعمة له في إدلب وحماة وحلب، فرض فيها الجيش السوري مؤخرا طوقا أمنيا حول حماة، مؤكدا أنه يشن ضربات ضد تجمعات المسلحين الإرهابيين.
في السطور التالية، تستعرض "البوابة نيوز" أبرز الفصائل والتنظيمات الإرهابية في منطقة إدلب، أو المشاركة في الهجوم ضد الجيش السوري.
هيئة تحرير الشام
مليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا)، وكانت في بدياتها تابعة لتنظيم القاعدة، حينما أعلن زعيمها أبو محمد الجولاني مبايعة أيمن الظواهري في العام 2013 ردا على إعلان زعيم تنظيم داعش الإرهابي الذي ادعى اندماج جبهة النصرة مع تنظيمه (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام).
وفي العام 2016 عادت الجبهة الإرهابية إلى الواجهة بعدما غيرت اسمها إلى "هيئة تحرير الشام" وأعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة، وكانت تسمت أيضا باسم "فتح الشام".
ويبدو أنها اتجهت لهذه التغيرات بهدف محو تاريخها الإرهابي والعنيف، وإعطاء صورتها بريقا جديدا يتلاءم مع وصفها تضليلا بـ"المعارضة".
بعد هزائمها المتتالية أمام الجيش السوري والقوى الحليفة له من روسيا وإيران، وانسحبت بدورها إلى منطقة إدلب، وشكلت مجلسا عسكريا يضم عدد من الفصائل المسلحة الموالية لها مثل فتح الشام، لواء الحق، أنصار الدين، وجيش السنة، إضافة إلى فصائل مثل الجيش الحر وصقور الشام.
وضربت الانقسامات الداخلية صفوف الفصائل المنضوية تحت راية "تحرير الشام"، ووجهت اتهامات لبعضها البعض، مثل اتهامات تنظيم حراس للهيئة بالخيانة والعمالة.
تنظيم حراس الدين
هو تنظيم فرعي تابع لتنظيم القاعدة، يتواجد في إدلب، سبق وأن وجه في أغسطس 2023، اتهامات بالخيانة والعمالية لخلية بقيادة أبو مارية القحطاني (قتل في تفجير بمقر إقامته منسوب لعناصر تنظيم داعش)، وهو الذراع اليمنى لزعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
وطالب "حراس الدين" بفتح التحقيق مع الخلية المتهمة بالعمالة لصالح قوات التحالف الدولي ولصالح القوات الروسية، وألقت "تحرير الشام" القبض على العناصر المتهمة وفرضت على أهالي المنطقة حظرا لمنع نشر أو تداول أي معلومات عن الخلية الموقوفة.
ونقلا عن المرصد السوري، فقد أصدر تنظيم الحراس بيانا بعنوان "نحن أولياء الدم" طالب خلاله هيئة تحرير الشام بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق مع الموقوفين لدى الهيئة بخصوص مقتل قيادات من صفوفها.
وجاء في البيان: "بعد التطورات الأخيرة في الساحة الشامية التي أدت إلى اكتشاف جهات عميلة للتحالف الصهيوصليبي وغيرهم من أعداء الإسلام في بلاد الشام: فإننا نطالب بتحقيق مستقل يشرف عليه خيرة مجاهدي الشام، وقضاء مستقل يقوم به خيرة القضاة من أهل الشام بحق هؤلاء الجواسيس والعملاء القابعين في سجون الفئة التي تدعي سيطرتها على المناطق المحررة".
وفي أغسطس 2024، استهدفت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أحد قيادات "حراس الدين" بضربة جوية وهو المدعو أبو عبدالرحمن المكي، وكان التحالف الدولي قد سبق وأن استهدف عددا من قيادات التنظيم في إدلب، مثل "أبو حمزة اليمني"، و"أبو البراء التونسي"، حيث تحاول هذه الضربات إضعاف التنظيم لمنع أي فرصة لتوحش تنظيم القاعدة في سوريا.
الجبهة الشامية
تساند التنظيمات المسلحة المنضوية تحت راية ما تعرف بـ"الجبهة الشامية" مليشيا الهيئة في معاركها في إدلب وحلب وحماة ضد الجيش السوري والقوات الموالية له.
وتضم الجبهة فصائل موالية لها مثل: جيش المجاهدين، ولواء التوحيد، وجبهة الأصالة والتنمية، وأحرار الشام.
في أكتوبر الماضي، وبحسب بيان للمرصد السوري، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجبهة الشامية ولواء صقور الشمال من جهة، والقوة المشتركة والسلطان مراد (المعروفة بالعمشات) من جهة أخرى، في قرى كفرجنة وقطمة في ناحية شران في ريف عفرين. ونتيجة الاشتباكات بين الجبهة الشامية والقوة المشتركة انقطع طريق إعزاز-عفرين، وسط استنفار للقوات التركية المتمركزة في قاعدتي كفرجنة والغزاوية.
العمشات والحمزات
وتساند التنظيمات المسلحة المعروفة باسم العمشات وأخرى باسم الحمزات، ومنهما تشكلت "القوة المشتركة"، وهو تشكيل عسكري رئيسي في شمال سوريا، يساند في المعارك الدائرة ضد الجيش السوري والقوات الموالية لها.