لا أحد ينكر الجهد الجبار الذى يقوم به معالى وزير الخارجية فى إصلاح الصورة الخاطئة عما يحدث فى مصر، وإقناع الغرب بأن ما يحدث فى مصر هو حرب على الإرهاب وليس شرعية أوعدم شرعية، فالغرب يعلم بالقطع أن الشرعية للشعب وأن إغفال حقيقة نزول 33 مليونا إلى الشوارع فى مصر "حسب تعداد جوجل"، هو سحب للشرعية من مرسى وإخوانه، ولكن ما حدث فى مصر لم يكن على مزاج الغرب وما حدث فى أوكرانيا، وهو بالضبط ما حدث فى مصر ثورة أما فى مصر فهو نكوص عن الشرعية.
ولكن لأن الغرب رأى فى المرشح المحتمل المشير عبد الفتاح السيسى مرشحا لا يضاهيه أحد فى حب الشعب المصرى له لأنه وقف معه فى ثورته فبدأ يجر ناعما وبدأت لهجته تلين فبدأ الأمن البريطانى فى المطالبة بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب والبحث فى وجودهم وأنشطتهم غير الشرعية بالبلاد، أما فى كندا وبعد ضغط الجالية المصرية والعربية هناك اتخذ البرلمان الكندى بالإجماع الكامل القرار باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، والدور على فرنسا فى بحث هذا الموضوع فى البرلمان الفرنسى واتخاذ قرار بشأنه والمتوقع أن يماثل هذا القرار القرار الكندى إذا تحلى البرلمان بالحيادية والموضوعية ووضع مصلحة بلاده فوق مصلحة المشى فى ركاب أمريكا.
والدور الآن على أوباما الذى يرفض التراجع عن موقفه لأن فى التراجع إقرارا بصرف أموال دافعى الضرائب الأمريكيين لمساندة هذه الجماعة التى يعلن العالم دولة بعد أخرى أنها جماعة إرهابية، والدور أيضا على المصريين المقيمين فى أمريكا لتكوين لوبى للضغط على الكونجرس لبحث الأموال التى أنفقت حتى تتولى هذه الجماعة حكم مصر والتحقيق مع السفيرة الأمريكية آن باترسون ورهانها الخاسر على جماعة كانت تظن أنها تسيطر تماما على كافة الدول العربية، فإذا بالشعب المصرى يلفظها لفظ النواة بعد أكل البلح.
ونأمل من فخامة رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور أن يصدر قرارا جمهوريا باعتبار هذه الجماعة جماعة إرهابية وبحظر نشاطها أو الانضمام إليها وبمراجعة كل من تم تعيينه دون وجه حق فى أى منصب فى الدولة، أيضا يجب أن يصدر قرارا له قوة القانون بفصل أى موظف يثبت أنه من الجماعة أو حتى متعاطف معها، خاصة من رؤساء الجامعات وأساتذتها، حيث نسمع شائعات بأن دخول المواد المتفجرة وزجاجات المولوتوف يتم عن طريق بعض الأساتذة.
ونهنئ المشير عبد الفتاح السيسى بالكم الهائل من التوكيلات، ونهنئ الشعب المصرى باللهجة اللينة التى تسود العالم تجاه مصر نتيجة صعود نجم هذا البطل الذى يرشحه الشعب كأقوى محتمل لرئاسة الجمهورية، ونثمن كل المساعدات من الدول العربية خاصة فى الضغط على حكومات الدول الغربية لإعلان هذه الجماعة جماعة إرهابية.
وأقول لكل من سيذهب لانتخاب رئيس الجمهورية إذا كان الغيث يبدأ بقطرات فخبر أن السيسى هو المرشح الأوفر حظا جعل الحكومات الغربية تغير موقفها المتشدد، ويبدو هذا واضحا من موقف صندوق النقد الدولى وموقف أمريكا شخصيا من السماح ببعض المساعدات.
وأخيرا أقول جربنا فى عصر عبد الناصر الاتجاه إلى روسيا وجربنا فى عصر السادات الاتجاه إلى أمريكا، وفى عصر مبارك الاتجاه إلى بنوك سويسرا، ويجب أن تكون بوصلتنا فى العصر الحديث مع كل دول العالم روسيا وأمريكا والصين والاتحاد الأوروبى والهند وكل من يمد يده بالصداقة ويمنع أذاه عنا، فنحن شعب يحب كل شعوب العالم ويمد يده بالصداقة القائمة على الندية وعلى احترام الشئون الداخلية لمصر.