أسلم البابا يوحنا ذهبي الفم، بطريرك القسطنطينية، روحه بسلام في عام 407م، تاركًا وراءه إرثًا روحيًا وتعليميًا أثرى الكنيسة عبر العصور، حياته كانت شهادة حية على الإيمان والتمسك بالحق، فقد عرف ببلاغته الفائقة التي جعلته واحدًا من أعظم خطباء الكنيسة، إذ استخدم كلماته القوية للتعبير عن تعاليم الإنجيل والدفاع عن الحق.
ولد يوحنا ذهبي الفم في أنطاكية حوالي عام 347م، وترعرع في بيئة مسيحية تقية ،وتلقى تعليمه على يد كبار المعلمين، وأظهر منذ صغره شغفًا باللاهوت وحبًا عميقًا للكتاب المقدس.
رسم كاهنًا ثم بطريركًا للقسطنطينية، حيث تميز بخطبه المؤثرة التي كشفت عن فهم عميق للكتاب المقدس وشجاعة كبيرة في مواجهة الظلم.
واجه البابا يوحنا تحديات وصعوبات كبيرة بسبب مواقفه الحازمة ضد الفساد في الكنيسة والمجتمع، مما عرضه للنفي عدة مرات ورغم ذلك، ظل ثابتًا في إيمانه، واستمر في الكتابة والتعليم حتى آخر أيامه.
كتبه وتعاليمه، التي جمعت بين البساطة والعمق، ما زالت تعد كنزًا روحيًا ثمينًا يلهم المؤمنين حتى اليوم ،كما يعتبر قدوة حقيقية في الالتزام بالحق مهما كانت التحديات.
تخلد الكنيسة ذكرى رحيل البابا يوحنا ذهبي الفم، الذي علمنا أن الإيمان الحقيقي يتجلى في العمل والكلمة معًا، وأن البصمة الروحية لا تزول مهما مضت السنين.